إعداد: اليان بطرس
باحثة فى العلاقات الدولية
لاجئي أوكرانيا
هل رحيل مؤقت أم استوطان أوروبي دائم؟
تفاقمت الأزمة الاوكرانية وأتسعت أبعادها وتأثيراتها سواء على الشرق الأوسط أو على أوربا والعالم بشكل عام، بتزايد أعداد اللاجئين الأوكرانيين نتيجة استمرار الحرب والقصف لوقت طويل، وتأثرت الدول الأوروبية بشكل خاص بهؤلاء الاشخاص القادمين إليها، فكان لابد من وجود خطط محددة تستوعب هذه الأعداد حتى تستقر الأمور ويتم توجيههم إلى أماكن سكنية مستقرة وآمنة، نظرًا لكون الأغلبية العظمى من هؤلاء هم من كبار السن والنساء والاطفال وبالتالي كان التعاطف كبير تجاههم من مختلف الدول الأوروبية لهذا السبب ولعدة أسباب أخرى يشوبها التمييز، وتسابقت الدول لإمدادهم بالطعام والملابس والمساعدات الطبية والصحية.
وعليه ينطلق هذا التقرير لتوضيح عدد من النقاط من بينها؛ إلقاء الضوء على حجم اللاجئين وكيفية تعامل الدول الأوروبية معهم، وحجم المساعدات الانسانية التى خصصت لهؤلاء فى سبيل تخطي الأزمة الانسانية التى يتعرضون لها، وإمكانية إندماجهم داخل المجتمعات الأوروبية من عدمه فى ظل توارد عدد من التصريحات المختلفة والتضارب فى الآراء داخل المجتمع الأوروبي.
حجم وديمغرافيا اللاجئين الأوكرانيين المتجهين نحو أوروبا
2.9 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة في أوكرانيا قبل الأحداث الأخيرة وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وعليه أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن هناك أكثر من 2.5 مليون شخص غادر أوكرانيا منذ اندلاع الحرب وحتى أخر بيان المنظمة الدولية للهجرة فى 11 مارس 2022، وتعد هذه الموجه من اللجوء هى الأكبر داخل أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية متجهين إلى عدد من الدول من بينها رومانيا وبولندا وسلوفاكيا نظرًا لقربهم من أوكرانيا.
وأبدى الاتحاد الاوروبي استعداده لإستقبال ملايين من اللاجئين، وبادر بتقديم الحماية الفورية للاجئين الأوكرانيين لمدة تصل إلى ثلاث سنوات مع تقديم ما يلزم من مساعدات وبشكل سريع وتضم التغطية التأمينية والتواجد فى سوق العمل، حيث وصل عدد اللاجئين الاوكرانيين إلى ألمانيا أكثر من 20 ألف لاجئ يزداد عددهم بشكل يومي وهو ما استدعى الحكومة الألمانية لفتح عدد من الملاجئ لتوفر الحماية والمأوى لهؤلاء اللاجئين. وتتوقع الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين سوف يزداد بمرور الوقت وقد يصل ما بين 4-7 ملايين لاجئ، وهو ما يؤكد أن عدد اللاجئين النازحين إلى أوروبا سوف يتجاوز عدد الذين دخلوا أوروبا فى عام 2015.
وتعد بولندا هي المستقبل الأكبر للاجئين الأوكرانيين حيث أستقبلت أكثر من نصف اللاجئين عبروا حدودها، حيث بلغ عددهم من 24 فبراير حتى 11 مارس بما يتجاوز 1.525.000 مليون لاجىء، وساعد الشعب البولندي اللاجئين الأوكرانين وقام بتزويدهم بالبطاطين والملابس نظرًا لإنخفاض درجات الحرارة فى هذا التوقيت، وساعد فتح الشركات المشغلة للسكة الحديد الأوروبية اللاجئين بالسماح لهم بالسفر مجانًا لكل من يحمل هوية أوكرانية بالإضافة إلى منحهم تصاريح إقامة مؤقتة لتسهل عليهم عملية الانتقال وتهون عليهم وطئة الحرب.
أزدواجية المعايير في تقبل اللاجئين بدول أوربا
بالرغم من أن بولندا سبق وأن رفضت هى وهنغاريا والنمسا قبول طلبات اللاجئين السوريين إلا أن بولندا رحبت بالأوكرانيين وأستقبلت أكبر عدد منهم وسهلت لهم الإجراءات ويرجع السبب إلى أنها المرة الأولى التى تدق فيها أجراس الحرب على أوروبا بهذا الشكل وهو ما دفع الدول الأوروبية للترحيب بهؤلاء اللاجئين الأوكرانيين على اعتبار أنهم ينتمون إلى القومية الأوروبية وهو ما يستدعي تغيير التفكير فى إمكانية إستقبال لاجئين هذه المرة. وقبل الحرب بأسابيع قامت بولندا ببناء تحصينات على حدودها مع بيلا روسيا لمنع دخول اللاجئين العراقيين والأفغان من العبور لحدودها.
وأثناء الحرب الأوكرانية عانى الكثير من الأفارقة المقيمين فى أوكرانيا أثناء دخولهم بولندا حيث تعرضوا لعدد من المضايقات ومع من الدخول وهو أعلنة وزير خارجية جنوب إفريقيا.
ومازال التمييز فى استقبال اللاجئين يحاوط بولندا والنمسا حيث تعارض كل منهما من إستقبال غير الحامليين للجنسية الأوكرانية من العبور لحدودهم وهو ما يثير انقسامًا داخل الاتحاد الأوروبي، وردًا على هذه التوجهات فقد صرحت لوكسمبورغ بانها سوف توفر الحماية لكل شخص قادم من أوكرانيا دون تمييز فى اللون واللغة والدين.
وأستقبلت فرنسا أكثر من 7500 لاجئ أوكراني خلال أسبوعين، بالإضافة إلى إرسال فرنسا 33 طنًا كدفعة أولية من المساعدات الأنسانية إلى بولندا لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين هناك وسيتم إرسال 30 طنًا إلى مولدوفا فى وقت قريب.
تشير البيانات والتحليلات أن معظم اللاجئين الاوكرانيين هم من الاطفال والنساء وكبار السن لأن الحكومة الأوكرانية تجبر الرجال من سن 18 – 60 عام على التجنيد الإجباري ويتم منعهم من مغادرة البلاد، وبالتالي تتعاظم الأزمة الاوكرانية بضرورة إيواء هؤلاء الاطفال والنساء وكبار السن فى منازل آمنه وهو ما تسعى الدول الأوروبية لتحقيقة.[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]

وفقًا للبيانات المحدثة حتى يوم 11 مارس يبلغ عدد اللاجئين فى بولندا نحو 1.525.000 ، كما بلغ عدد اللاجئين إلى سلوفاكيا 176.000، أما المجر 225.000، ورومانيا 85.000، ومولدوفا 105.000، 100.858 فى روسيا وبيلا روسيا، ايرلندا 5500 لاجئ وباقى الدول الأوروبية الأخري 282.000.
فر معظم اللاجئين الأوكرانيين إلى بولندا المجر سلوفاكيا رومانيا مولدوفا ومجموعة من الدول الأخري التابعة للاتحاد الأوروبي، ولكن تمركز معظمهم فى بولندا نظرًا لانها الدولة الاقرب إلى أوكرانيا ومنها يتم نقل اللاجئين إلى دول أخرى، فمثلا تقوم ليتوانيا بنقل عدد من اللاجئين إلى دولتها وتوفر لهم ليتوانيا المسكن والطعام والملابس بالإضافة إلى بعض الخدمات الصحية والطبية لمدة 3 أيام وبعد ذلك ينتقلون إلى سكن أخر ليقيموا فيه فترة اطول .
لا يحتاج الأوكرانيين إلى تأشيرة دخول الى ليتوانيا ويمكنهم الإقامة فيها لمدة 90 يوم مع تقديم إثبات شخصية كما تسهل الحكومة فى ليتوانيا عملية إصدار وإستخراج مستندات جديدة مثل جواز سفر مؤقت عن طريق وزارة الهجرة .
كما يمكنهم أيضًا التوجه إلى إدارة الهجرة للحصول على تصريح عمل، أما فيما يتعلق بالاطفال يتم تقديم الخدمات التعليمية لهم ومنحهم تأمين طبي، ونظرًا للظرف التى يعانى منها المواطن الأوكراني لن تتخذ ليتوانيا أى من الإجراءات تجاه أى مواطن أوكرانى تجاوز مدة ال 90 يوم، اذ تمنحهم الدولة فرصة بالإقامة حتى إذا إنتهت المدة.
وفيما يتعلق بالأوكرانيين الذين لهم عائلات فى المملكة المتحدة يمكنهم العمل والعيش والدراسة فى بريطانيا بموجب التاشيرة الخاصة بهم ولنفس الفترة الزمنية المعدة لذلك ، وأبدت المملكلة المتحدة إستعدادها لإستقبال 200 ألف لاجئ أوكراني.
ننتقل إلى مولدوفا، أقامت الدولة مخيمًا للاجئين الأوكرانيين على بعد 5 كيلو متر من الحدود الأوكرانية فى أحد القرى الصغيرة هناك لحين توفير مساكن آمنه لهم . وفى سلوفاكيا أهتمت الدولة بالاجئين الأوكرانيين وخصصت لهم مساعدة تبلغ 200 يورو شهريًا للبالغين و100 يورو للطفل.
المميزات الممنوحة للاجئي أوكرانيا من الدول الأوروبية
تتيح الدول الاوروبية عدد من المميزات للاجئين على سبيل المثال خصصت بولندا مراكز خاصة لإستقبال اللاجئين وتقدم لهم الطعام والملابس والخدمات الطبية، إذ أعدت قطارًا طبيًا لنقل الجرحى الأوكرانيين، بالإضافة إلى توفير سبل التعليم للاطفال فى المدار المحلية البولندية.
أما عن التشيك فقد سمحت للاجئين بالحصول على تأشيرة من نوع خاص تسمح لهم بالبقاء هناك، كما تطوعت فرنسا بإرسال الأدوية والمعدات الطبية إلى بولندا، كما أبدى الاتحاد الاوروبي منحة الأوكرانيين حق البقاء والعمل فى دول الأتحاد الاوروبي السبع والعشرين لمدة تصل إلى 3 سنوات بعد أن كانت ثلاثة أشهر فقط، ووفرت لهم الرعاية الطبية والاجتماعية ومنحتهم سكن وفرصة لتعليم الاطفال.
قدمت منظمة الصحة العالمية الدعم الصحي لبعض المخيمات فى بالانكا بعد أن قدم أكثر من 112 ألف شخص اللجوء إلى مولدوفا. كما تشاركت المنظمة مع الاتحاد الأوروبي والوكالة الامريكية للتنمية الدولية لتوفير المطهرات والأقنعة وأجهزة التنفس وبعض المعدات الطبية .
توفر المفوضية الأوروبية المساعدات من الغذاء والماء والصحة والمأوى وتساعد على تغطية الاحتياجات الأساسية، ويقوم الاتحاد الأوروبي أيضًا بتنسيق المساعدة المادية من خلال آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي بعروض من 20 دولة عضو، ويشمل ذلك 8 ملايين عنصر رعاية طبية أساسية ودعم الحماية المدنية.
المساعدات الإنسانية المقدمة للأوكرانيين خلال العشرة أيام الأولى من الحرب
– خصصت الأمم المتحدة صندوق طوارئ للمساعدة الإنسانية للأوكرانيين بقيمة 20 مليون دولار.
– دعمت المفوضية الأوروبية 90 مليون يورو فى 28 فبراير 2022 كمساعدة مبدئية للأوكرانيين وستوفر المساعدات الغذاء والماء والصحة والمأوى وتساعد على تغطية الاحتياجات الأساسية.
– يقوم الاتحاد الأوروبي أيضًا بتنسيق المساعدة المادية من خلال آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي بعروض من 20 دولة عضو، ويشمل ذلك 8 ملايين عنصر رعاية طبية أساسية ودعم الحماية المدنية، كما يقدم 500 مليون يورو كدفعة أولى من المساعدات التى ستقدم إلى الاوكرانيين لحل الأزمة الانسانية التى تتعرض لها أوكرانيا.
– دعمت الولايات المتحدة أوكرانيا بمساعدة إنسانية بمبلغ 54 مليون دولار.
– أرسلت فرنسا كدفعة أولى 33 طنًا من المساعدات الإنسانية إلى بولندا لمساعدة الأوكرانيين عبارة عن 500 خيمة عائلية، 2300 بطانية، 1000 نظافة صحية مجموعات، 2000 فرشة أرضية، و300 كيس نوم، والشحنة ثانية تتكون من 8 أطنان من البضائع الطبية الطارئة من فرنسا بإستخدام طائرتين للأمن المدني في بولندا وسيتم تسليمها إلى السلطات الأوكرانية. وتشمل هذه الشحنة مركزًا صحيًا متنقلًا يتكون من مجموعة من الأدوية ومعدات المستشفيات المخصصة لتعزيز هياكل الطوارئ وأيضًا مجموعة من 36 صندوقًا للأدوية، مخصصة بشكل خاص لطب الأطفال والطب العام
– الحكومة البولندية تخطط لإنشاء صندوق بقيمة 1.75 مليار دولار لمساعدة لاجئي الحرب من أوكرانيا .

هل سيستقر اللاجئين فى دول أوروبا ويندمجون فيها أم سيعيشون فى مخيمات لجوء لحين إنتهاء الحرب؟
بعد مغادرة نحو ما يزيد عن 2.5 مليون شخص من أوكرانيا أصبحت أوروبا فى مأزق لاستقبال هذا العدد الكبير من اللاجئين بشكل مفاجئ والذي يتوقع أن يتزايد بمرور الوقت إذا ما أنتهت الحرب فى القريب العاجل، حيث إشارت التوقعات أن عدد اللاجئين الأوكرانيين قد يصل ما بين 4 – 7 ملايين شخص نظرًا لتدفق الأعداد فى كل ساعة تمر، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن مستقبل هؤلاء اللاجئين وكيفية تعامل الدول الأوروبية معهم، وبالدراسة والبحث تبين أن معظم الدول الأوروبية تتعاطف بشكل كبير مع اللاجئين الأوكرانين ولا تتعامل معهم كلاجئين فهم لم يقيمون فى مخيمات وحتى وأن حدث هذا فى بداية الأمر كان طبيعى نتيجة عدم جاهزية الدول لاستقبال هذه الاعداد الكبيرة، لكن الآن أصبح هناك تحركات واضحة من معظم دول الأتحاد الأوروبي نحو دمج هؤلاء بكافة السبل من تسهيلات فى الأوراق والإقامة إلى السكن ثم التوظيف ثم تأمين الرعاية الصحية والطبية والتعليمية لهم ولاطفالهم عن طريق وضعهم داخل المدارس المحلية داخل هذة الدول، وبالتالى هناك دمج واضح للاجئين الأوكرانيين داخل المجتمعات الأوروبية التى تعتنى بهم بشكل كبير شهد علية العالم على عكس ما حدث مع اللاجئين العراقيين والسوريين والأفغان فيما قبل الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما يلقى الضوء على التمييز الواضح فى التعامل مع لاجئ الشرق الأوسط على اعتبار أنهم فئة أقل وهو ما أتضح فى عدد كبير من التصريحات التى صدرت عن رؤساء الدول ومسؤليهم مثل بلغاريا وغيرها.
فى حالة ما تم الانتهاء من هذه الحرب فى أقرب وقت سوف يكون هناك مزيد من المساعدات الأوروبية لاحتواء أوكرانيا بعد ما تعرضت له من قصف، وعليه يتم تأهيل المواطنين الأوكرانيين للعودة إلى دولتهم، وفى حالة استمرار الحرب بهذا النهج التى تسير عليه فسوف يجد الأوكرانيين مستوي مرتفع من الإندماج داخل المجتمعات الغربية لم يتلقاه أحد من قبل والمؤشرات خير دليل.
ساعدت الدول الاوروبية أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا واجتماعيًا بشكل كبير وأرسلت العديد من المساعدات واستقبلت أعداد كبيرة من اللاجئين وهو ما جعلها تواجه عدد من التحديات فى الدمج على سبيل المثال فى مجال التعليم وهو ما قد يؤثر على النظام الدراسي وعدد المعلمين بالإضافة إلى مشاكل اللغة وإختلافها فى بعض الاحيان ولكن هناك حلول عديدة لتجاوز هذه التحديات نظرًا لتشابه وقرب الثقافات من بعضها البعض وتشابه اللغات أيضًا.
أما فيما يتعلق بسوق العمل يمتاز الأوكرانيين بقوة تعليمية قوية تسهل من دمجهم فى العمل فى مختلف الوظائف وتحد من وجود تحديات ضخمة داخل سوق العمل، على سبيل المثال تعانى بولندى من عجز فى سوق العمل فى وظائف معينة وهو ما قد يساعد الأوكرانيين فى الاقدام على مثل هذه الوظائف لسد العجز، ونظرًا لقدرة الأوكرانيين على السفر داخل الاتحاد الاوروبي قد تساعد هذه الميزة فى تلقيهم وظيفة مناسبة فى وقت أقل فى مختلف دول الاتحاد الأوروبي.
خلاصة القول،
سوف تستغل أوروبا بشكل عام ودول شرق ووسط أوروبا على وجه الخصوص الأزمة الأوكرانية لصالحها نتيجة معاناة كثير من الدول الاوروبية من نقص العمالة وقلة عدد السكان فى بعض المناطق نظرًا لانخفاض درجات الحرارة فى بعض المناطق، حيث تعتبر هذه الدول هؤلاء اللاجئين أيدي عاملة متميزه مثل رومانيا والمجر بلغاريا ومولدوفا بعد أن اعتادت هذه الدول على رحيل سكانها بشكل كبير. وبالتالي سوف يكون هناك إندماج واضح وغير مسبوق للأوكرانيين داخل مختلف الدول الاوروبية فهناك فرصة كبيرة للتنقل والتعايش داخل هذه المجتمعات نتيجة تقارب اللغات والثقافات إلى حد كبير، وعليه قد تعمل أوروبا على الاستثمار فى القوى البشرية التى ستنتجها الحرب الروسية الأوكرانية لتحقيق مصالحها ولتسدد من فجواتها.
ولن يكون اللاجئ الأوكرانى مماثلاً لغيره من اللاجئين الأفغان أو السوريين أو العراقيين من وجهة نظر عدد كبير من الدول الأوروبية، فكان هناك ترحيب وتوقعات بإندماج شامل داخل المجتمعات الأوروبية فهو لم يصل إلى مرحلة الاقامة فى مخيمات على حدود لعدد من السنيين دون تحرك واضح من الدول، ولم يصل الأمر إلى وفاة الاطفال نتيجة الانخفاض الشديد فى درجات الحرارة مثلما عانى السورييون! وهو ما يوضح مستقبل هؤلاء اللاجئين الأوكرنيين وماهية التعامل معهم من قبل الدول الأوروبية كما سبق الاشارة إلى المساعدات المقدمة والتسهيلات المعدة لهم. ولكن هذه المساعدات لا تنفي معاناة هؤلاء اللاجئين فخسائر الحرب واللجوء تطال الجميع ولكن تختلف درجة التعامل معها من حالة إلى أخرى.
أما فيما يتعلق بروسيا، لن تكن هناك أزمة بالنسبة لروسيا فى أن تعيد بناء أوكرانيا بعد أن تستقر الأمور وتحقق أهدافها بتغيير الحكومة الحالية ليحل محلها حكومة جديدة ترضى عنها روسيا وتختارها لتحكم المنطقة الأقرب إليها والتى تمس أمنها القومي بشكل كبير، وبالتالي فرص إعادة بناء وتهيئة أوكرانيا لن تكون صعبة أو مستحيلة، وهو ما سينعكس بالإيجاب فيما بعد على اللاجئين الأوكرانيين فى حالة رغبتهم فى العودة إلى وطنهم بشكل أسرع.