شهدت الفترات الأخيرة تغيرات فى توجهات الولايات المتحدة منذ حكم باراك أوباما، حيث إتخذت الولايات المتحدة خطوات للخلف فى تمددها نحو الشرق الأوسط، وأتجهت للسيطرة والتمدد نحو شرق آسيا لمحاصرة الصين، إذ يعد الهدف الصينى هو مفتاح التحركات الأمريكية فى الحرب الروسية الأوكرانية أيضًا، فالغرض الأساسي من جر روسيا وأوروبا للحرب هو إضعافهم للتفرغ لمواجهة الصين، لذا الصراع ليس فقط إضعاف الجانب الروسي فحسب، بل هو إفشال وإضعاف لقدرات حلف الناتو وهو مابدأت دول الاتحاد الأوروبى تدركة مؤخرًا، وأدركت أوروبا أنه تم سحبها نحو حرب غير مباشره أدت إلى تدهور أقتصادى تعاني منه الآن، ولم تقف الولايات المتحدة معها ولم تساندها، بل تخلت عنها وتسببت فى أزمات طاحنة، كل هذه عوامل فرعية تحقق الأغراض الأمريكية من الوصول للصين فمنذ بداية الحرب الروسية وهى تحذر وتنذر الصين بالعقوبات إذا ساندت روسيا ودعمتها، ووسط هذا الصراع كانت تتحرك الولايات المتحدة بخطوات موازية فى إنشاء تحالف أمني أطلق علية الأوكوس فى نهاية عام 2021، وأعلنالتحالف في 5 أبريل 2022 رغبتة فى التوسع فى نطاق المشاركة والتعاون في تطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، يبدو أن ظهور تحركات لتحالف الأوكوس الآن فى توقيت إشتعال الحرب الروسية الاوكرانية يفسح المجال للتحالف ودوله للعمل على تطوير واستخدام أسلحة نووية تفوق سرعتها سرعة الصوت كرد على تصريحات بوتين باستخدام الاسلحة النووية.
فى محاولة من الولايات المتحدة لتأمين وجودها بعد إقتناء الصين صواريخ طويلة المدى ذات قدرات نووية والتى تمكنها من الوصول إلى المحيط الهادي وبالتالي تمثل تهديد للولايات المتحدة. وعليه، يأتى هذا التقرير لإيضاح ماهية هذا التحالف وأهدافة، مع الاشارة إلى موقف الدول منه والسيناريوهات المتوقعة لمستقبل هذا التحالف.
تحالف الأوكوس الماهية والأهداف:-
الأوكوس هو تحالف تم تسميته بهذا الأسم ليجمع الحرف الأول من أسماء الدول الأعضاء به AUKUS ويعد تحالف الأوكوس تحالفًا أمنيًا دفاعيًا إستراتيجيًا ثلاثي يضم كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وأستراليا، تم الإعلان عنه فى 15 سبتمبر 2021، ويعمل فى منطقة المحيطين الهندي والهادي لعدد من الأغراض المعلنة من بينها تعزيز التعاون في مجالي الدفاع السيبراني والذكاء الإصطناعي بين دول الأعضاء، ومواجهة تهديدات القرن الحادى والعشرين إلى جانب المحافظة على أمن وإستقرار المحيطين الهندى والهادى وتعزيز تطوير القدرات المشتركة التكنولوجية.
في 8 فبراير دخلت إتفاقية الدفع النووي حيز التنفيذ وهو ما يتيح مشاركة معلومات الدفع النووي الأمريكية والبريطانية لدي أستراليا، وعليه قامت الدول الثلاثة بتجهيز أسس البنية التحتية والقوة العاملة لبدء العمل في بناء الغواصات التى تعمل بالطاقة النووية.
ولم يكتفى تحالف الأوكوس بهذا التحرك، بل أكد البيان الإعلامي المشترك التقدم فى عدد من المجالات المشتركة من بينها الروبوتات التى تعمل على مركبات ذاتية القيادة تحت البحار وأعلنوا موعد التجارب المخطط لها عام 2023، بالأضافة إلى مشاركة تكنولوجيا الدفع البحري، كما يشترك التحالف فى مواجهة الحروب الإلكترونية والأسلحة التى تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وفيما يتعلق الذكاء الاصطناعي يعمل التحالف على تطوير وتعزيز القدرات السيبرانية وحماية الاتصالات والانظمة المستقلة والتوسع فى مجال تبادل المعلومات والابتكارات الدفاعية. وهو ما يستدعى القيام بعدد من التدريبات المتعددة الأطراف فى العمليات العسكرية والحربية المشتركة. وتحالف الأوكوس ليس الأول فى مشاركة التقنيات النووية بل شاركت بريطانيا وأيرلندا الشمالية الولايات المتحدة فى اتفاقية الدفاع المشترك منذ عام 1958.
ووفقًا لما أعلنه تحالف الأوكوس سيتم تزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية لمواجهة تهديدات القرن الحادى والعشرين والمحافظة على أمن وإستقرار المحيطين الهندى والهادى، وعليه يسمح لأستراليا أن تقتنى عدد 12 غواصة تعمل بالطاقة النووية وهو مايجعلها فى المرتبة السابعة عالمية فى إمتلاك هذه الغوصات يسبقها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين والهند.
هذه الغواصات يتم تشغيلها بالمفاعلات النووية، ولم تكن أستراليا مجهزه ببنية تحتية نووية ولهذا السبب صرح بايدن أن تنفيذ هذا العملية سيأخذ حولى عام ونصف بالمشاركة مع الدول الثلاث.
تمتلك دول تحالف الأوكوس أكثر من نصف عدد الغواصات النووية العالمية وهو ما يمثل قوة إضافية تزيد من تواجد وقوة الاطراف الثلاثة وهو ما يشكل تهديد للامن والاستقرار العالمى وقد يترتب علية قيام تحالفات جديدة مناهضة من الدول المنافسة له والدول التى تشعر بتهديد لمصالحها مثل الدول الأوروبية وروسيا وإيران وتركيا خاصة وأن الدول الاوروبية لديها مصالح اقتصادية مع الصين وهو ما يخلق نوع من أنواع التعاون والتحالف تجاه الدول المنافسة والمهيمنة.
لماذا أستراليا ؟
قد تبدو أستراليا ذات 25 مليون نسمة بعيدة عن التناحرات السياسية العالمية وبالكاد تسمع أسمها فى ظل وجود أزمات عالمية طاحنة وتشابكات غايه فى التعقيد، ولكن موقعها الإستراتيجى والحيوي فى المحيطين الهادي والهندي وقربها من الصين جعلها أحد الأطراف القوية فى معادلة تحالف الأوكوس وهو ما يغير موازين القوة في المنطقة .
تعد الصين الشريك الاقتصادى الأكبر لأستراليا وكان بينهما علاقات جيدة ولكن حينما طالبت أستراليا بفتح تحقيق دولي بشأن منشأ فيروس كورونا تأزمت علاقتها مع الصين وفرضت بكين عقوبات عليها وظهرت حالة من التدهور فى العلاقات السياسية بينهم وهو ما دفعهم لتوطيد علاقتها بالولايات المتحدة وبريطانيا وفتح أسواق جديدة تساعدها اقتصاديًا وتأمنها عسكريًا بإنضمامها فى هذا التحالف.
وفى محاولة لتعزيز قدراتها الإستراتيجية سعت أستراليا للانضمام إلى حلف الأوكوس خلال العام الماضي، واتخذت خطوات لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة للغوصات النووية التى تعمل بشكل سهل ويصعب رصدها.
كانت الغواصات الفرنسية النووية ستعمل باليورانيم المنخفض التخصيب بنسبة تقل عن 6 % ويزاد لها الوقود كل عشر سنوات، أما الغواصات الامريكية والبريطانية تزود الغواصات بمفاعلات نووية تعمل بيورانيوم عالى التخصيب بنسبة تصل الى 93% واستراليا ليس لديها قدرات نووية.
ولهذا السبب ستضطر أستراليا أن تشتري اليورانيوم عالى التخصيب من الولايات المتحدة لتزويد المفاعل النووي الذي سيستخدم للغواصات، وبالرغم من أن كوريا الجنوبية دولة حليفة للولايات المتحدة الا ان الولايات المتحدة رفضت تزويد كوريا الجنوبية بهذا النوع من الغواصات وأكدت أنها لن تتوسع فى مشاركتها بهذة التكنولوجيا إلا مرة واحدة مع أستراليا.
وبأقتناء أستراليا هذه الغواصات ستصبح هي والبرازيل أول دولتين لا يمتلكان أسلحة نووية ولكنهما يمتلكان غواصات تعمل بالطاقة النووية ومن هنا تزيد المخاوف من إحتمالية الانتشار النووى واستخدامه فى تصنيع الاسلحة النووية.
وبالحديث عن الامكانيات النووية، أستراليا لديها مفاعلاً نوويًا واحدًا يستخدم فقط للأبحاث غير العسكرية، ولأن أستراليا تفتقد للبنية التحتية النووية الملائمة سيتم فقط تصنيع الغواصات فيها وتشير البيانات إلى أن أستراليا يصعب أن يكون لديها غواصات قبل عام 2030. ولكن هناك بعض الشكوك نحو إمكانية نقل كافة العناصر التكنولوجيا النووية بشكل كلي خاصة وأن الولايات المتحدة لم تتشارك كافة عناصرها التكنولوجيا إلا مع المملكة المتحدة منذ عقود عقب الحرب الباردة.
القلق يسيطر على الموقف الصينى تجاه تحالف الأوكوس:
أصدرت الصين بيانًا مشتركًا مع كل من ماليزيا وبروناي أعربوا فيه عن قلقهم إزاء هذا التحالف الأمني الذي يهدد منطقة جنوب شرق آسيا فيما يتعلق بالمخاطر النووية حيث تستخدم الغواصات لأغراض عسكرية وتعمل بيورانيوم عالى التخصيب وهو ما ينذر بخطورة هذه الخطوة التى تجعل المنطقة مهددة بشكل كبير ويترتب عليها التسارع من أجل الحصول على السلاح النووي وهو ما يخل بإمن وسلامة المنطقة .
وتمتلك دول هذا التحالف والصين ترسانة عسكرية ونووية متقدمة جدًا على أستراليا التى لا تمتلك سلاح نووي ولانهم دول صناعية كبرى فهناك إستهلاك عالى للنفط وهو ما يخلق حالة من التوترات والصراعات بين الطرفين كمستوردين للنفط وهو ما يجعل الدول المتضررة من هذا التحالف أن توطد علاقاتها مع الدول المصدرة للنفط حتى لا يتم الضغط عليها فى إتجاه التسارع للحصول على النفط، بخلاف الصراع الأمريكي الصينى فى بحر الصين الجنوبي الذي تشير المعلومات إلى اكتشافات نفطية كبيرة فيه وهو ما يجعل الصراع أكثر إحتدامًا، حيث يعي الطرفين أن أى إحتكاكات ستحدث فى منطقة بحر الصين الجنوبى ستكون عواقبها وخيمة على كافة الأطراف بما فيهم الدول المصدرة للنفط وسيتأثر سوق النفط العالمي بشكل كبير، وعلية توالت التحذيرات الصينية من إستخدام قضية تايوان فى هذا الشأن وأنذرت أستراليا من التدخل فى شئونها الداخلية وتهديد أمنها.
تحالف الأوكوس يخلق توترا أبعد من تحديه للصين :
غضب فرنسي:
أعلنت فرنسا عن صفقة غواصات قيمتها تتجاوز 50 مليار يورو ” 90 مليار دولار” بينها وبين أستراليا، وتم الإتفاق عليها فى 2016 ولم تدخل حيز التنفيذ، وهذه الصفقة كانت ستعزز من الجانب الاقتصادى التسليحى لفرنسا وتساعد فى خلق فرص عمل عديدة في فرنسا بالإضافة إلى إشراك عدد من شركات المقاولات الفرنسية إلى جانب المساهمة فى الحفاظ والارتقاء بمعايير الجيش الفرنسي وصناعة الأسلحة الفرنسية.
وبعد مرور 6 سنوات أرسلت أستراليا خطابًا يحمل إنسحابها من تلك الصفقة، وبعد ساعات تم الأعلان عن صفقة غواصات يزود بها تحالف الأوكوس أستراليا دون علم فرنسا وهو ما يضعف من الجانب الفرنسي ويقصيها عن المشهد .
لم تكن الصفقة الفرنسية الأسترالية تعتمد فقط على غواصات بل كانت ستمتد وتشمل مجال الإستخبارات عن طريق الأسلحة والأتصالات، ولكن التراجع الاسترالي أفشل كل ذلك بعد أن أعتبرتها فرنسا صفقة محورية بالنسبة لها ولمنطقة المحيطين الهندي والهادى وبعد أن تن إنفاق ما يقرب من 2 ونصف مليار دولار على المشروع الفرنسي حيث تعللت أستراليا بانها تحتاج إلى غواصات أكثر ملائمة وتعمل بالطاقة النووية لتبقى تحت الماء لوقت أطول من الغواصات التقليدية الفرنسية، وتشير التقارير أن الحلفاء الثلاث إجتمعوا بدون علم فرنسا فى يونيو 2021 أثناء قمة مجموعة السبع.
وعليه، ألغت فرنسا الإحتفال التذكاري للتعاون الفرنسي الأمريكى فى حرب الإستقلال الأمريكية، تأكيدا منها على رفضها لما حدث وما أسمته بالطعنة فى الظهر، كما أستدعت سفيرها فى واشنطن وكانبيرا وألغت بعض الاجتماعات التى كان مقرر عقدها بينها وبين بريطانيا. ولان الولايات المتحدة تدرك جيدًا صعوبة تعامل فرنسا مع هذا الموقف بشكل حاد نظرًا لعلاقتهما الاقتصادية المشتركة ووجودهما فى حلف شمال الاطلسي معًا تجاهلت الولايات المتحدة رد الفعل الفرنسي.
وفي خطوه تعبيرية عن الغضب أعلنت فرنسا عن نيتها تأجيل المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة المستقلة للاتحاد الأوروبي مع أستراليا، بعد صفقة الغواصات التى سحبت الثقة من إتجاه دول الاتحاد الأوروبي.
وبالحديث عن الخلاف الفرنسي البريطانى بعد خروجها من الإتحاد الأوروبي يشير الخبراء الفرنسيين أن المملكة المتحدة عللت خروجها من الاتحاد الأوروبي برغبتها في ايجاد دور مستقل لها في العالم، والآن نراها فى شكل من أشكال التبعية للولايات المتحدة، وهو ما جعل ماكرون لا يستدعى السفير البريطانى واستدعى فقط سفراء الولايلات المتحدة وأستراليا لانه لم يتفاجئ من التحركات البريطانية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي ولم يستبعد تلك التصرفات ولكن كان الملفت والصادم له هو تجنيبة من قبل الولايات المتحدة فى هذا التحالف وسحب أستراليا للصفقة، وعليه طالب عدد من المعارضين الفرنسيين بضرورة إنسحاب فرنسا من الناتو كردًا على هذا التصرف الغير مقبول بالنسبة لفرنسا .
بالإضافة إلى التوقيت الحساس الذي تمت فيه هذه التحركات والذي يتزامن مع إنتخابات الرئاسة الفرنسية وهو ما يضعف من موقف الرئيس ماكرون ويجعله يخوض معركة انتخابية قد تكون الأصعب فى وسط أجواء يشوبها التوتر .
تواجد هندي فعال يدعم تحالف الأوكوس:
فى عام 1962 عندما دخلت الصين الهند بسبب الخلافات حول حدودهم فى جبال الهيمالايا وإستعانت الهند فى ذلك الوقت بالولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا لتقديم المساعدات العسكرية للهند وتقدموا بمساعدات بلغت قيمتها 120 مليون دولار أمريكي بما يتجاوز مليار دولار أمريكي حاليًا، وإنحازت روسيا حينها إلى صديقتها الصين. ومؤخرا أعلنت الولايات المتحدة عن قمة إفتراضية بأسم كواد بينها وبين أستراليا والهند واليابان لمواجهة التحديات العالمية من بينها جائحة كورونا والتغيرات المناخية، وكعادة إنعقاد مثل هذة القمم يكون هناك بعض الإتفاقيات غير المعلنة بين قادة هذه الدول تفرز فيما بعد تحركات وخطوات معينة وهو ما يدعم وجود إتفاق مسبق للإعلان عن تحالف أوكوس الذي تم الأعداد له منذ سنوات لمواجهة التمدد الصيني بمشاركة الهند واليابان إلى جانب دول التحالف.
ويشير هذا التجمع الذي يضم الهند إلى أن المنطقة الآسيوية سوف تتشكل من جديد فى خطوة تستغل من خلالها الولايات المتحدة الخلاف القائم بين الهند والصين وإصطدامهم معًا والتخوفات الهندية من إقتراب الصين منها عبر خط سكة حديد يمكن بكين من الوصول بريًا إلى المحيط الهندي، وهو ما أكدته الهند بدعمها تحالف الأوكوس واشارت له إدارة بايدن من إحتمالية إنضمام الهند إلى هذا التحالف.
كندا: هاجم المعارضين فى كندا رئيس الوزراء الكندى بسبب استبعاد كندا من هذا التحالف.
ألمانيا :اكدت المانيا ضرورة أن يتحدث الاتحاد الاوروبي بصوت واحد وان يعيد بناء نفسة ويواجة فقدان الثقة بين اعضاءة واعلنوا ان ما يحدث هو جرس انذار.
إندونيسيا : أعلنت تخوفها من حيازة أستراليا لهذه الغواصات وأن هذا التصرف ينذر بسباق للتسلح ويهدد السلام والاستقرار بالمنطقة.
ماليزيا : أعلنت أن مشروع الغواصة النووية قد يزيد التوترات العسكرية في آسيا.
كوريا الشمالية : تدين الصفقة المعلنة ووصفتها بالغير مرغوب فيها وأشارت إلى أنها ستخل بالتوازن الاستراتيجى فى منطقة آسيا والمحيط الهادى.
الفلبين: تعلن الفلبين ترحيبها بالاتفاقية وتري أنها تعيد التوازن فى المنطقة .
البرتغال: تتضامن البرتغال مع الموقف الفرنسي وتصرح بإنه لم يتم التعامل مع فرنسا بإحترام فى هذه الاتفاقية.
روسيا: أعلنت روسيا قلقها من هذا التحالف وتعتبره تحدى كبير لنظام منع الانتشار النووي .
سنغافورة : ترحب بوجود أستراليا فى هذا التحالف وتري انه يهدف إلى تعزيز أمن المنطقة.
تايوان: تعلن ترحيبها لتلك التحالف وتري أنه تطورًا كبيرًا وايجابيًا لازدهار الديمقراطية والاستقرار فى المنطقة.
الاتحاد الاوروبي: يري الاتحاد أن أحد دولة الاعضاء تم التعامل معاها بشكل غير مقبول وندد بعدم وجود شفافية وولاء وثقة من قبل الولايات المتحدة .
تحديات استمرار التحالف :
- هناك إنتخابات قادمة فى أستراليا اذا لم ينجح حزب العمال المعارض الذى يدعم تحالف الأوكوس، سوف تختلف أولويات الحكومة وبالتالى قد يعيق هذا مسار عمل التحالف .
- ستؤدي إنتخابات التجديد النصفي الأمريكية هذا العام إلى تشتيت انتباه الكونجرس، وبالتالي قد يتعين الانتظار حتى عام 2023 لمعرفة ما سيكون عليه الوضع من هذا التحالف داخل الولايات المتحدة.
- فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وفى ظل حاجة التحالف لموارد داعمة قد تتعطل الخطط التنفيذية للتحالف.
تحركات أمريكية لانجاح مسار التحالف :
منذ أواخر الأربعينات من القرن الماضي وقعت الولايات المتحدة وبريطانيا عدد من الإتفاقيات من بينها إتفاقية يوكوزا وهى ما نظمت شكل الأنشطة الاستخباراتية الغربية بعد الحرب العالمية الثانية ونتج عن هذه الإتفاقية تحالف العيون الخمس كما يطلق عليه بين الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، ويعد تحالف العيون الخمس الذي يشترك فيه عنصرين من عناصر الأوكوس وهما بريطانيا وأستراليا من أنجح التحالفات الإستخباراتية العالمية لذا حبذت واشنطن أن يضم هاتان الطرفان الأكثر جدية فى الجانب الإستخباراتي المعلوماتي والتي تثق فيهم وهم الحلفاء الأقرب لها. وهو ما يفسر العودة مرة أخري لأستراليا مع الطرفين الرئيسيين الولايات المتحدة وبريطانيا فأصبحت أستراليا هي الساحة الجديدة التي تستخدمها الولايات المتحدة فى اللعب على الساحة الدولية فى مواجهة الصين .
خصصت وزارة الدفاع الأمريكية ضمن ميزانيتها لعام 2023 مبلغ 4.7 مليار دولار لتطوير أبحاث وتطوير أسلحة فرط صوتية مع دول التحالف لتواجة التقدم الكبير الذى حققتة الصين فى تطوير أنظمة الأسلحة، وأستغلت الولايات المتحدة إشتعال الأزمة الأوكرانية للإعلان عن خطوات فى تحالف الأوكواس وتضع الولايات المتحدة خطة نشر صاروخية تفوق سرعتها سرعة الصوت بحلول عام 2023 ، ونظام صاروخي بحري بحلول عام 2025 ، وصاروخ كروز محمول جوًا بحلول عام 2027.
وعلى الجانب الآخر تستطيع الولايات المتحدة بعد عقد هذا الصفقة المبرمة بينهما وبين أستراليا أن تعبر بغوصاتها فى المياة الإقليمية الأسترالية وتنال من قطاع الدفاع الجوي الصيني وبالتالى لا تستطيع الغواصات التى تعمل بالطاقة العادية الوصول إليه، أما الغوصات التى تعمل بالطاقة النووية قد يسهل علمها كثيرًا ويصعب رصدها.
السيناريوهات المطروحة بعد تحركات تحالف الأوكواس فى المنطقة:
-
قد تسعى فرنسا مع الاتحاد الأوروبي لتقوية جيوشهم عسكريًا وتكنولوجيًا بشكل يضاهى القوة المشاركة فى الأكوس.
-
إنضمام الهند واليابان فى هذا التحالف خطوة ضرورية لدعم الاستراتيجية الأمنية لتحالف الأوكوس.
-
إنسحاب فرنسا من حلف الناتو وإنشاء تحالفًا جديدًا مناهضة لواشنطن ولكن هذا السيناريو قد يخلق مجموعة من الخسائر لدي فرنسا خاصة وهي تتعاون مع الولايات المتحدة فى عدد من القطاعات وليس بامكانياتها معاداة الولايات المتحدة لذا قد يكون هذا السيناريو مستبعد فى التوقيت الحالي.
-
إنضمام الاتحاد الأوروبي إلى روسيا والصين بشكل غير معلن لتحقيق تكامل ومصالح مشتركة بعد تراجع الولايات المتحدة عن دعم حلف الناتو وأروبا.
-
الخلاف مع فرنسا لن يكون سهل فقد يحتاج تحالف الأوكوس لفرنسا فيما بعد لتوطيد وتقوية التحالف من الخارج أو يتطلب الأمر الانضمام له، بالاضافة إلى حاجة الولايات المتحدة لفرنسا فى الاتحاد الاوروبي لتضمن وجودهم حلفاء لها وهو ما يجعل الولايات المتحدة تبذل جهود لارضاء الطرف الفرنسي وهو الحل الأنسب.