إعداد: اليان بطرس
باحثة فى العلاقات الدولية
يعصف الشرق والغرب بالصراعات لذلك عملت الأمم المتحدة على تحقيق الأمن والسلم الدوليين، وفى أثناء الحرب الباردة وجد مجلس الأمن صعوبة فى الوصول لحلول للصراعات القائمة ومن هنا نشر مجلس الأمن مراقبين عسكريين وقوات لحفظ السلام تابعين للأمم المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط، وبدأت قوات حفظ السلام دورها فى عام 1948، وكان دورها فى ذلك الوقت مراقبة إتفاقية الهدنة بين إسرائيل والعرب وسميت هذة العملية بهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة.
وتتكون بعثات حفظ السلام من مختلف الثقافات والجنسيات من الدول الاعضاء ويحرصون جميعهم على الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين تحت راية الأمم المتحدة لحماية الأكثر ضعفًا، لتكلل مجهودات حفظة السلام بتخصيص يوم للاحتفال العالمي لهم فى 29 مايو لتكريم من فقدو أرواحهم فى سبيل السلام ومن مازالوا يخدمون قضية السلام وما يقدموه من تضحيات.[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]

عناصر بعثات حفظ السلام:
عادة ما تختلف عناصر البعثات من صراع لاخر حسب إحتياجات المنطقة وطبيعة الصراع وحجم الجهود المطلوبة من الأمم المتحدة، ويتواجد العنصر العسكري بها للإشراف على النواحى العسكرية التى تضمنها الإتفاقات، وفى الغالب تكون عناصر البعثة كالآتي:
-قيادة البعثة.
-قوات حفظ السلام.
-مراقبيين عسكريين.
-مستشاريين سياسيين ومدنيين.
عناصر من الشرطة المدنية.
الأسس والمبادئ:
لكي تحقق الأمم المتحدة أهدافها فى حفظ السلام كان عليها وضع مجموعة من المبادئ والأسس فى عمليات حفظ السلام، وهي ضرورة موافقة أطراف الصراع على وجود هذه البعثة مع التزام الحيادية وعدم إستعمال القوة إلا دفاعًا عن النفس أو الولاية المكلف بحمايتها. ولا تستطيع أن تنشر الأمم المتحدة عسكريين إلا بقرار من مجلس الأمن الدولي وهو ما يحدد من هم الأفراد العكسريين وعددهم، وهذا الإجراء عادة ما يستغرق 6 أشهر من تاريخ القرار ويتم التنسيق على الارض وتوفير المعدات اللازمة.
فى بداية عمليات حفظ السلام كانت متوقفة على العمل على منع إطلاق النار والوصول إلى إستقرار فى الأوضاع وتقديم الدعم لحل الصراعات بالوسائل السلمية ثم تطورت مهامها وفقًا للحالة التى تقدم لها البعثات الدعم.
وشاركت الأمم المتحدة بآلاف العسكريين على مستوى أكثر من 120 دولة فى عمليات حفظ السلام يتكونون من أكثر من 70 ألف من الأفراد العسكريين وجميعهم يعملون تحت مظلة القبعة الزرقاء وهم أعضاء في جيوشهم الوطنية الخاصة بهم ومن ثم يتم إعارتهم للعمل تحت قيادة الأمم المتحدة يكونوا إما كضباط أركان فرديين، أو كمراقبين عسكريين وينقسم المراقبين العسكريين إلى عسكريين غير مسلحين وعسكريين مسلحين تسليح خفيف، وكانت أدوارهم المراقبة والابلاغ عن التجاوزات وبناء الثقة ، أو كجزء من وحدة مشكلة من بلد مساهم بقوات فردي، ويتم إعارة الخوذ الزرق كأعضاء في جيوشهم الوطنية للعمل مع الأمم المتحدة لفترات تصل عادة إلى عام واحد في الميدان، أو عامين أو ثلاثة أعوام في مقر الأمم المتحدة، وهو ما نتج عنه وفاة أكثر من 3326 من قوات حفظ السلام تحت مظلة الأمم المتحدة.
الوسائل التى تستخدمها الأمم المتحدة فى مواجهة الصراعات المختلفة:
الدبلوماسية الوقائية: تعمل على منع النزاعات قبل ان تتطور وتصبح نزاع وتعمل ايضا على وقف تطورها.
صنع السلام: هي عملية دبلوماسية يتم جمع اطراف النزاع فيها للتفاوض والوصول لحل.
حفظ السلام : تواجد أممي من عسكريين ومدنيين للسيطرة على الصراع ووقف اطلاق النار والفصل بين القوات المتصارعة.
بناء السلام: هو الخطوة التى تأتي بعد انتهاء الصراع لتبني الثقة بين اعداء الماضي لتجنب قيام الصراع من جديد.
فرض السلام بالقوة: هي المرحلة التى تأتي فى حالة فشل كل المحاولات السلمية.
الحماية الإنسانية : يتم فيها تقديم الدعم والاغاثة للمدنيين المتضررين.
العقوبات : وهو اجراء يتم تطبيقة وفقا لميثاق الأمم المتحدة فى الفصل السابع المادة (41).
نزع السلاح: جمع السلاح والسيطرة عليه وعادة ما يتم فى مرحلة بناء السلام أو فرض السلام بالقوة.

تاريخ عمليات حفظ السلام:
كانت أول عمليتين لحفظ السلام من الأمم المتحدة هما هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، ومراقبى الأمم المتحدة العسكريين فى الهند وباكستان، وهي عمليات مستمرة حتى يومنا هذا تقوم بالرصد والمراقبة.
فى عام 1956 إنتشرت قوات حفظ السلام لحل أزمة السويس كأول عملية مسلحة تُدعى قوة الطوارئ الأولى للأمم المتحدة، وعام 1960 كانت عملية الأمم المتحدة فى الكونغو وضمت هذه العملية حوالي 20 ألف عسكري فى محاولة لاستقرار المنطقة وهو ما نتج عنه قتل 250 من أفراد الأمم المتحدة .
وخلال فترة الستينيات والسبعينيات قامت الأمم المتحدة بتأسيس بعثات قصيرة المدى إنتشرت فى جمهورية الدومنيكان وغرب نيو غينيا واليمن، ثم إنطلقت إلى بعثات طويلة المدة فى قبرص والشرق الأوسط.
ولان قوات حفظ السلام كان لها دور بارز فى هذه الفترة مُنحت جائزة نوبل للسلام عام 1988 لمساهمتها فى تحقيق المبادئ الأساسية للامم المتحدة وتقديم السلام. وبعد الحرب الباردة تغير الإطار الاستراتيجي لقوات حفظ السلام التابع للأمم المتحدة وتوسعت العمليات الميدانية واصبح عمل هذه البعثات متعدد الابعاد للمساعدة فى إرساء السلام والوصول لإتفاقيات شاملة فى مناطق الصراع داخل الدول وبصورة واضحة داخل الحروب الأهلية. وسمح مجلس الأمن بتنفيذ إجمالي 20 عملية جديدة في الفترة بين 1989 حتى 1994، مما تسبب في زيادة أعداد قوات حفظ السلام من 11،000 إلى 75،0000 شخص.
وتندرج مهام البعثات من مراقبين وقوات حفظ السلام من بناء المؤسسات تابعة للحكومة ومراقبة حقوق الانسان وإصلاح قطاع الأمن ونزع السلاح بين المقاتلين السابقين وإعادة دمجهم فى المجتمع.
ولم تقتصر البعثات على الجانب العسكري فقط بل تتعدد أوجه مهام حفظ السلام من الإقتصاديون وضباط الشرطة وخبراء القانون وعمال المناجم ومراقبي الانتخابات ومراقبي حقوق الانسان وخبراء فى الشؤون المدنية والحكومة بالإضافة إلى العاملون في المجال الإنساني وخبراء الاتصالات والمعلومات العامة.
وساعدت بعثات حفظ السلام فى عدد من الدول أنغولا والسلفادور وموزامبيق ونامبيا سيراليون وليبريا، لتنفيذ عمليات سلام فى أوقات شديدة التعقيد مع دعم الاستقرار الأمنى وإنتخاب حكومات جديدة مع إعادة لتنظيم قوات الجيش والشرطة.
وفى كلاً من يوغسلافيا ورواندا والصومال تم إنتقاد قوات حفظ السلام فى هذه المناطق بسبب عدم إلتزام الأطراف المتصارعة بإتفاقيات السلام، ولان قوات السلام نفسها لم يكن لديها الموارد الكافية ولا الدعم السياسي المناسب مع إرتفاع عدد الضحايا المدنيين وإنتشار الاعمال العدائية، وهو ما استعدى قيام قوات حفظ السلام لضبط النفس والهدوء حتى لا تتكرر الأخطاء وقام على أثرها فتح تحقيق مستقل فى كل هذه الحالات التى حدث خلالها إبادات جماعية فى رواندا على سبيل المثال.
فى القرن الحادي والعشرين أطلعت الأمم المتحدة على التحديات التى شهدتها قوات حفظ السلام فى التسعينيات لكي تتخطاها فى بعثاتها القادمة فى مختلف الدول وبالأخص فى الدول الافريقية من بينها تشاد والكونغو وكوت ديفوار وبوروندى وغيرها.
ونتيجة لمجهودات قوات حفظ السلام وقدرتها على بناء المؤسسات وحل الصراعات بدأت البعثات فى الإنخفاض وهو ما يساعد الأمم المتحدة فى مهماتها والإلتفات إلى الصراعات الناشئة التى تتجاوز المناطق المحلية والاقليمية وهو ما يثقل من دور.
يخدم اليوم أكثر من 110 ألف عسكري وشرطي ومدني في 15 بعثة لحفظ السلام، مما يمثل إنخفاض في كلاً من تعداد الأفراد وعدد بعثات حفظ السلام، وذلك نتيجة لعمليات الإنتقال السلمي وإعادة بناء دول المؤسسات.
ومع ذلك، يشير هذا الإنخفاض في تعداد الأفراد وبعثات حفظ السلام في السنوات الفاصلة بكل الأحوال إلى تقلص التحديات التي تواجه الأمم المتحدة. في حين أنه يبدو أن الصراعات الناشئة المتجاوزة للحدود المحلية والإقليمية ستؤدي إلى زيادة الطلب على البعثات الميدانية، وستصبح عمليات حفظ السلام من أكثر المهام التنفيذية تعقيداً للأمم المتحدة.
فى عام 2020 إندلعت الحرب الأهلية فى إثيوبيا ولأن الحرب الأهلية بين قوات أديس أبابا وقوات أقليم تيجراي أشتدت حدتها ورفض عدد كبير من قوات حفظ السلام الموجودين فى السودان التوجه إلى إثيوبيا خوفًا على سلامتهم نظرًا لحساسية الموقف بالنسبة للقوات السودانية وأستبدلت قولت حفظ السلام حينها بقوات متعددة الجنسيات بعد أن طالبت بعض من القوات الإثيوبية الحصول على حماية دولية فى السودان.
تنتشر قوات حفظ السلام حول العالم فى الشرق الأوسط ووسط وغرب افريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وتعد عمليات قوات حفظ السلام فى السودان هى الأكبر تحتوى على ما يقرب من 19 ألف شخص معظمهم عسكريين وانتهت بشكل رسمي مهمة حفظ السلام للسودان ( unamid) فى هذا العام على عكس بعثة الأمم المتحدة فى الهند وباكستان فهى الأصغر عددًا ما يقرب من 113 فردًا معظمهم من المدنيين.
فى جنوب لبنان على سبيل المثال قدمت قوات حفظ السلام تضحيات إذ خسرت بعثتها 321 فردًا منذ عام 1974 وتقدم يونيفيل لبنان خدمات انسانية وتنموية وصحية بشكل كبير وتساعد فى وجود طرق ومرور أمن وتساهم معهم قوات فرنسية تساعد في إزالة الألغام للتخفيف من معانات المواطنين، أما فى العراق ظهرت ازمة واتهامات لاصحاب القبعات الزرقاء بانهم يوجهون الأصوات ويعملون على قمعها ضد مرشحين بعينهم وهو مخالف لدورهم الاساسي من حماية المدنيين وتأمين الدوائر الخدمية مع اتهامات بالأعتداء على المتظاهرين وهو ما قبُل بمظاهرات ترتدى القبعات الحمراء كردًا على ما فعله أصحاب القبعات الزرقاء من تجاوزات وأراقه للدماء على حسب رؤيتهم.

الدور المصري فى قوات حفظ السلام
تعد مصر هي الأولى عربيًا والثالثة على مستوى الدول الفرانكفونية فى إسهاماتها فى قوات حفظ السلام وتعد هي سابع أكبر مساهم بأفراد من الجيش والشرطة فى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتنشر أكثر من 3000 من أفراد جيشها وشرطتها في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أبيي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومالي، والسودان، والصحراء الغربي، وعلى أثرها فقدت مصر حوالي 28 فرد فى هذه البعثات.
أشادت الأمم المتحدة بدور أحد الضابطات المصريات من قوات حفظ السلام المتواجدة فى أفريقيا الوسطى حيث قامت بتوزيع ملابس وكمامات على أباء وتلاميذ أحد المدارس وتدعى مدرسة مبارك الإسلامية فى مدينة بانجي، كخطوة تشجيعية للنساء للمساهمة فى قوات حفظ السلام والتأثير بشكل أكبر فى المجتمعات ويعزز من حقوق الانسان .وهو ما يؤكد على دور مصر الريادي فى حفظ السلام ودعمها للجهود التى تبذلها الأمم المتحدة فى تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
فى عام 1960 كانت المساهمة الأولى لقوات حفظ السلام المصرية التابعة للامم المتحدة فى دولة الكونغو، وتابعت مصر بعثاتها فى قوات حفظ السلام حتى شاركت فى 37 بعثة تحتوي على 30 ألف فرد من القوات المصرية فى مختلف البعثات الأممية التى تنتشر فى مختلف دول العالم وفى مختلف القارات سواء آسيا أو افريقيا أو أوروبا وأمريكا اللاتينية.
وأتسمت القوات المصرية المساهمة فى حفظ السلام بمجهوداتها الكبيرة التى دائما ما يتم الاشادة بها من قادة البعثات الاممية المختلفة. إذ تلقى قطاع الأمن المركزي في مايو 2016، إشادة دولية ومحلية للأداء الأمني رفيع المستوى لوحدات الشرطة المصرية المشاركة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بدولة الكونغو الديمقراطية.
وفى 2017 أحتلت مصر المرتبة الثالثة عالميًا من الدول الكبرى التى تساهم بقوات شرطية يبلغ عددهم 729 فردًا، وتحرص مصر فى هذا الإطار على حماية المدنيين وتعزز من دور المنظمات الاقليمية وغير الاقليمية فى عمليات حفظ السلام لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، وتأخذ فى الإعتبار الحفاظ على المبادئ التى وضعتها الامم المتحدة فهى دائا ما تحرص على ضرورة موافقة اطراف النزاع على نشر قوات حفظ السلام وتحرص على ان لا تنجر كطرف فى النزاعات، لذلك تحرص على الحيادية التامة أثناء عملها ولا تستخدم القوة إلا دفاعًا عن النفس أو عن مسؤليتها فى تحقيق السلام والحفاظ على القانون والنظام .
ولم تكن مصر مشاركًا فقط فى قوات حفظ السلام بل عملت عام 2020 اثناء رئاستها للاتحاد الافريقي على تطوير عمليات حفظ السلام وأعلنت عن خارطة طريق القاهرة منذ بداية البعثة حتى خروجها وهو ظهرت هذه المبادرة كموقف إفريقي تجاه عملية إصلاح وتطوير عمليات حفظ السلام .
نبذة عن أهم المشاركات المصرية فى قوات حفظ السلام :
- الكونغو (ONUC)
- أنجولا (UNAVEM)
- يوغوسلافيا ( UNPROFOR)
- الصومال (UNOSOM )
- موزمبيق ( ONUMOZ)
- ليبيريا ( UNOMIL)
- رواندا ( UNAMIR)
- سلافونيا الشرقية ( UNTAES)
- مقدونيا ) UNPREDEP)
- شبة جزيرة بريفلاكا ( UNMOP)
- البوسنة ( IFOR/ SFOR)
- جزر القمر ( MIOC)
- افريقيا الوسطى ( MINURCA)
- تيمور الشرقية ( UNTAET)
- سيراليون ( UNAMSIL)
- بوروندي ( ONUB)
- دارفور ( AMIS)
- جورجيا ( UNOMIG)
- نيبال ( UNMIN)
- السودان ( UNMIS)
- العراق ( UNIRAQ)
المشاركات الحالية حتى عام 2022:
-
- الصومال
- افريقيا الوسطى
- مالي
- الكونغو
- المغرب
- سوريا
- جنوب السودان
- دارفور
المبادرات المصرية:
بادرت مصر بقرارًا لمنع الإستغلال والإنتهاك الجنسي واعتمدته الجمعية العامة للامم المتحدة للتطبيق فى كل مؤسسات الأمم المتحدة فى سبتمبر 2018، بعد أن أنضم الرئيس المصري إلى دائرة القادة الذي عقد إجتماعها فى الأمم المتحدة عام 2017 الذي ناقش سبل منع الاستغلال الجنسي فى عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام وخصوصًا فى الدول الافريقية.
وفى فبراير 2021 تم إعادة انتخاب مصر لتكون كمقررًا للجنة الأمم المتحدة الخاصة لعمليات السلام وهو ما يعكس دور مصر وحجم مشاركتها فى بعثات حفظ السلام، وفى شهر مايو من نفس العام أحتفت الأمم المتحدة بعدد خمس من أسماء حفظة السلام المصريين الذين خدموا فى بعثة الأمم المتحدة فى مالي .
ولم تبخل القوات المصرية عن تقديم أرواحها من أجل السلام والقضاء على الإرهاب حيث تم الإعلان عن مقتل ضابطي صف وإصابة جندي آخر بقوة حفظ السلام المصرية بمالى فى يونيو 2022 خلال تنفيذهم لعملهم حيث تم إستهدافهم بعبوة ناسفة.وفى إطار المبادرات المصرية كان لمصر دور ملحوظ فى تحقيق السلم والأمن الدوليين من خلال مبادرة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
مشاركات مصرية فى عمليات حفظ السلام فى أوروبا وأفريقيا:
شاركت مصر من خلال الأمم المتحدة وبعثاتها من مراقبين وقوات حفظ سلام فى البوسنة من خلال كتيبة عددها 700 جندي فى عام 1998 ، إلى جانب مشاركتها فى عمليات حفظ السلام فى سلوفيينا وجورجيا.
كان من للقارة الافريقية النصيب الأكبر من المشاركات المصرية أثناء الحرب الاهلية فى الكونغو خلال الفترة من 1960- 1961بقيادة العقيد سعد الدين الشاذلى آناذاك الذي اصبح فيما بعض رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة برتبة فريق أثناء حرب أكتوبر 1973 بسريتي مظلات بحجم 258 فردًا، كما شاركت مصر في قوات حفظ السلام بالصومال بكتيبة مشاة ميكانيكية بحجم 240 فردًا في الفترة من ديسمبر 1992 إلى مايو 1993.
وفى عام 1993 وحتى 1995 بلغ عدد القوات المصرية فى الصومال على سبيل المثال أكثر من 1600 فردا لحماية مطار مقديشو وتدريب العناصر الصومالية من خلال لواء و3 كتائب مشاة.
وفى عام 1998 وحتى 2000، أرسلت مصر سرية مشاة ميكانيكية قوامها 125 فردًا ووحدة إدارية ووحدة طبية بحجم 294 فرداً، ضمن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بإفريقيا الوسطى، كما شاركت في قوات حفظ السلام بأنجولا بـ28 مراقبًا عسكريًا على فترات متباعدة خلال الأعوام 1991-1999.
أما عن دارفور فى السودان فقد شاركت مصر بشكل فعال وكانت من أولى القوات المشاركة لحفظ السلام فى الإقليم حيث أرسلت عام 2004 حوالى 34 مراقبًا عسكريًا وثلاثة ضباط قادة، ضمن قوات الحماية التابعة للاتحاد الإفريقي بدارفور،إلى جانب المشاركة ببعثة الأمم المتحدة في السودان وتقدر بـ1507 أفراد يضاف إليهم 2375 فردًا من بعثة حفظ السلام في دارفور، بالإضافة إلى وحدة شرطة عددها 140 فردًا.
وفيما يتعلق بالجانب التدريبي على عمليات حفظ السلام أنشأت مصر أحد المراكز الإقليمية للتدريب على عمليات حفظ السلام منذ عام 1995 يدرب حوالى 200 طالب سنويًا من مختلف الجنسيات واللغات.
خلاصة القول:
أن مشاركة مصر بهذا الحجم فى عمليات حفظ السلام هو إنعكاس للدور الذي تلعبة مصر فى المجتمع الدولي، وحرصها على تحقيق الأمن والسلام، بالإضافة إلى أن هذه المشاركات تبرز القدرات المصرية والمعدات الحربية المتوافره لدى مصر وهو ما يعطينا ميزه نسبية، ويساهم فى تعزيز التعاون العسكري بين مصر والدول الاخرى، وهو ما يدعم تطور العلاقات الثنائية بين مصر والدول المستضيفة للمهمة والدول الأخرى التى تساهم فى عمليات السلام، ونظرًا لأن المشاركات والمساهمات الأكبر هي فى القارة الافريقية، يعزز من الدور المصري فى القارة الافريقية ويدعم مصر فى حصولها على مقعد دائم فى مجلس الأمن. ولكن علينا كدولة مصرية أن نكثف من مجهوداتنا لتأهيل وتدريب الكوادر المصرية بما يتناسب مع متطلبات الساحة الدولية الآن، مع الوضع فى الاعتبار أن الدولة المصرية تستطيع أن تشارك على المستوى الدولي فى مثل هذة المنظمات لما لديها من قدرات هائلة سواء كانت موارد بشرية أو عسكرية بشكل أوسع وأشمل.
