بقلم/ نورهان نبيل
باحثة في مجال السياسات العامة
تعد مشكلة المخدرات من أكبر المشكلات التي تعانيها دول العالم وتسعى جاهدة لمحاربتها؛ لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، ولم تعد هذه المشكلة قاصرة على نوع واحد من المخدرات أو على بلد معين أو طبقة محددة من المجتمع، بل شملت جميع الأنواع والطبقات، كما ظهرت مركبات عديدة جديدة لها تأثير واضح علي الجهاز العصبي والدماغ.
وتعاني مصر كسائر دول العالم من أزمة أنتشار المخدرات وتأثيراتها السلبية على الفرد والمجتمع، حيث أثبتت العديد من الدراسات أن هناك علاقة وثيقة بين المخدرات ونسبة الجريمة في المجتمع، فضلًا عن التأثيرات الأخرى الاقتصادية، وتبذل الدولة جهود من أجل التصدي لهذا الوباء الخطير، ولكن وتيرة انتشار تعاطي الشابو والاستروكس تشكل تحديًا كبيرًا للبلاد.
في ضوء ما سبق تركز الورقة على نسبة تعاطي المخدرات في مصر وتحديدًا منخفضة الثمن منها فضلًا عن التطرق إلى تأثير ذلك على الفرد والمجتمع بالإضافة إلى الجهود التي تقوم بها الدولة من أجل التصدي لهذه الأزمة ثم تقديم توصيات، وقبل كل ذلك يمكن التعرف بشكل موجز على ماهيه المخدرات وأنواعها.
ماهية المخدرات وأنواعها:
هي مجموعة من مواد طبيعية أو كيميائية تستخدم على شكل عقاقير أو حبوب مخدرة أو روائح مخدرة أو تبغ، ويحدث عن استعالمها بشكل متكرر الإدمان عليها وتغير في سلوك الفرد وشخصيته وتغير في أعضاء الجسم.
وتنقسم أنواع المخدرات حسب تقسيم وضعته منظمة الصحة العالمية بناءً على طريقة تحضيرها، وهي:
– المخدرات الطبيعية : تُعد المخدرات الطبيعية تلك المواد المخدرة بصورتها داخل الطبيعة الأم بدون تدخل من الإنسان أو إحداث أي إضافات عليها والتي عادة تكون نوع من النباتات، مثل نبات النقب الذي تستخرج منه الماريجوانا والحشيش.
– المخدرات الصناعية: يقصد بالمخدرات الصناعية تلك المواد الصناعية التي أثر فيها الإنسان وأدخل عليها إضافات أو تعديلات وحولها إلى مواد تؤثر بصورة واضحة، وتنقسم إلى 3 أنواع وهي:
المخدرات الصناعية: التى تعمل على تحويل المخدرات الطبيعة إلى أنواع أكثر تأثيرًا و تطويرًا على العقل والجسم.
المخدرات الصناعية الكيميائية: وهي تلك المواد الكيميائية التى أدخل عليها الانسان بعض التحويلات لتصبح أنواعًا جديدة من المخدرات التى تؤثر على قدرة الإنسان على التركيز والتفكير والسيطرة على جسده وخاصةً عندما تصل إلى مستوى الإدمان.
المخدرات الصناعية التخليقية: هي تلك العقاقير التى تم استخلاصها بالتفاعلات الكيميائية و ينقسم هذا النوع إلى عدد من الأنواع المتخصصة مثل حبوب الهلوسة، كما يصنف الشابو والاستروكس من المخدرات التخليقية، ويُعد هذا النوع من أخطر الأنواع لما له من تأثيرات خطيرة على العقل، وينتشر هذا النوع بشكل كبير في الفترة الأخيرة في مصر بسبب انخفاص ثمنه وتواجده بشكل كبير نظرًا للقدرة الكبيرة على إنتاجه من قبل أي فرد تتوفر معه المواد التي تتدخل في إعداد هذه الأنواع، كما أنه يمكن الغش في هذه التركبية فيكون الأمر أكثر خطورة، ومما يزيذ الأمر خطورة أنها يمكن أن تسبب الإدمان من أول مرة.
وتوضح نسبة انتشار هذا النوع من المخدرات حجم الأزمة، حيث أشار مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في مصر “عمرو عثمان” إلى أن نسبة تعاطي المخدرات التخليقية في البلاد مثل الشابو والأستروكس، زادت 10% في عام واحد، حيث أن 7% من مرضى الإدمان في عام 2020 كانوا يعانون من إدمان المخدرات التخليقية، وزادت هذه النسبة في عام 2021 إلى 17%، كما أن معظم أعمار متعاطين هذا النوع تترواح بين 15 و 20 عامًا، ويصاب متعاطي المخدرات التخليقية بهلوسة سمعية وبصرية مما يؤدي إلى خطر كبير على الفرد والمجتمع ككل.
الشابو والاستروكس.. ما هما وكيف يؤثران على الإنسان والمجتمع:
– الشابو: يصنع مخدر الشابو أو الكريستال ميث من مادة الميثامفيتامين، ويكون على شكل بلورات صغيرة تتميز باللون الأبيض.
يحتوي مخدر الشابو على مزيج من المواد الكيميائية الخطيرة، التي تعمل في البداية كمنشط للجسم، لكنها سرعان ما تتحول إلى سلاح فتاك إذا لم يؤد إلى الوفاة، فيسبب أضرار صحية بالغة منها: فقدان الذاكرة، السلوك العدواني، الإصابة بمرض الذهان، تدمير خلايا المخ، أمراض القلب والسكتات القلبية، الإصابة بالإيدز، ويحرم الشابو الجسم من الكثير من العناصر المفيدة التي تساعد على تنظيم عمل الأجهزة المختلفة بالجسم، لأنه مخدر قوي وشديد التركيز.
يشعر متعاطي الشابو للمرة الأولى بسعادة عارمة، لكن ما لا يعرفه أن تلك السعادة نابعة من تركيز الدوبامين في المخ وهو أحد الناقلات العصبية المسئولة عن الحركة والسعادة، لكنه مع تسبيب السعادة يدمر في نفس الوقت الخلايا العصبية المسئولة عن الذاكرة والمشاعر، كما يسبب العديد من الأمراض النفسية، ولم يقتصر تأثير الشابو على المخ فقط بل يسبب العديد من الأضرار للجسم منها : ظهور حبوب، حكة بالجلد، جفاف الفم والجلد، دوخة، احمرار الوجه، ارتفاع ضغط الدم، التعرق الشديد، ارتفاع معدل ضربات القلب ومعدل التنفس.
-الاستروكس: عبارة عن بردقوش مجفف يضاف إليه مواد كيميائية، ويتم اختيار هذه المواد بعناية لتؤثر على الجهاز العصبي، ثم تؤخذ وتذاب وتشرب عن طريق الاستنشاق وتدخل مباشرة على الدم والجهاز العصبي.
يدخل الاستروكس مباشرة على المخ ويتسبب في تعطيل المواد المخدرة الطبيعية التي يفرزها الجسم، كالمورفين والاندروفين، ويعتمد على المخدر الخارجي الذي يحصل عليه، ويدخل متعاطيه في حالة من: الانفصال التام عن المجتمع وعدم القدرة على التعامل معه، الاندفاعية في التصرفات، الإحساس بنشوة مزيفة، فقدان الشعور بالوقت والمكان، زيادة ضربات القلب، فقدان السيطرة على النفس، القيام بتصرفات غير محسوبة، عدم القدرة على التحصيل الدراسي والاجتماعي، ضعف الذاكرة، انسداد الشعب الهوائية، ألم العظام الناتجة عن قلة كثافة العظام، والتعرض لهلاوس سمعية وبصرية، كما أنه يجعل المصاب أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية، كالفصام، الاضطراب الوجداني، القلق، والاكتئاب، كل هذا قد يؤدي إلى الانتحار.
ومما سبق يتضح تأثير إدمان هذا النوع من المخدرات على صحة الإنسان الجسدية والنفسية، فأما قد يؤدي بحياة الشخص أما يجعله مجرم بمختلف أشكال الجريمة، ولذلك كله تأثير كبير على المجتمع اقتصاديًا واجتماعيًا، وذلك كالأتي:
التأثير الاقتصادي: يؤثر إدمان المخدرات اقتصاديًا على الفرد والمجتمع، وذلك على النحو التالي:
– على الفرد: يؤدي تعاطي المخدرات إلى ضعف إنتاجية الفرد المتعاطي وقلة دخله، ويكون ذلك بسبب انهيار جسمه، وحصول اختلال في تفكير الشخص المتعاطي، وكثرة شروده وغيابه عن عمله، وذلك سيؤدي إلى تعرضه للطرد من عمله مما يؤثر على دخله المادي، فتعاطي المخدرات يسبب سوء حالة الأسرة المادية للشخص المتعاطي، مما يؤدي إلى التوتر والصراعات في العائلة، وقد يحدث تفكك أسري مثل الانفصال إذا كان عائل الاسرة هو الشخص المتعاطي.
– على الدولة: يؤثر إدمان المخدرات على إنتاجية الدولة لأنها يؤثر على القوى العاملة فالشخص المدمن يتم فصله من عمله مما يؤثر على الأنتاج ويؤدي إلى نقص الدخل العام، فضلًا عن تكلفة الدولة وتحملها حملات لمعالجة الإدمان ومكافحته.
التأثير الاجتماعي: تؤدي أضرار المخدرات إلى حدوث انهيار أخلاقي في المجتمع ككل بسبب انتشار السلوكيات الإجرامية وغياب الرقابة الداخلية والسلوك الإنساني على التصرفات الفردية، ويؤدي ذلك إلى تفشي جرائم العنف من اغتصاب، سرقة، وقتل مما يشيع الخوف والشعور بانعدام الأمن بين أفراده.
كما أنه بسبب تأثير المخدرات على مراكز الذاكرة والانتباه يؤدي ذلك إلى ارتكاب الحوادث أثناء القيادة والتسبب في الإصابات الجسدية وأحيانا الوفاة للمدمن أو المارة في الطريق، ومن أضرار المخدرات على المجتمع أيضًا حدوث انتشار واسع للأمراض المعدية مثل الإيدز، فيروس سي تبادل الحقن مع أشخاص يحملون تلك الأمراض.
ويمكن توضيح بأمثلة للجرائم العنف “القتل” التي عانى منها المجتمع نتاج تعاطي المتهمين للمخدرات حديدًا مخدر الشابو والاستروكس:
-مذبحة الإسماعيلية: كشفت التحقيقات في حادث مذبحة الإسماعيلية، أن المتهم بذبح شخص في وضح النهار في شارع طنطا بمحافظة الإسماعيلية أمام الأهالي وفصل رأسه عن جسده وحملها مترجلًا، يتعاطي مخدر الشابو.
-شخص قتل زوجته والقى جثتها في الترعة: كشفت التحقيقات في اتهام عامل بقتل زوجته، وإلقاء جثتها في ترعة منطقة أبوالنمرس جنوب الجيزة، أن الزوج مدمن مواد مخدرة وأنه قام بتهشيم رأس زوجته وإلقاء جثتها في الترعة وهو تحت تأثير مخدر الاستروكس.
-خلاف بين الأصدقاء أدى إلى مقتل أحدهم بسبب المخدرات في يوليو 2021: كشفت التحريات أن المجني عليه كان بصحبة صديقه، وخلال قضائهما سهرة بالشقة، وتعاطيهما المواد المخدرة، نشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة، بسبب الخلاف على تعاطي المخدرات، مما دفع المتهم للحصول على سكين المطبخ والاعتداء على المجني عليه.
-شاب قتل والده تحت تأثير الشابو بالإسماعيلية في يوليو 2021: أقدم شخص على قتل والده الميكانيكي بسلاح أبيض، بعدما نشبت مشادة كلامية بينهما تطورت إلى مشاجرة قتل فيها الابن والده، ليتبين أن المتهم مدمن على مخدر الشابو.
-مدمن الشابو قتل زوجته وأبنائه: أقدم صاحب مخزن على قتل زوجته وأبنائه الـ 6 في قرية معجون التابعة لمدينة إطسا بمحافظة الفيوم، حيث كان يتعاطى المتهم مخدر الشابو، وصدر الحكم عليه بالإعدام شنقًا.
وفي ضوء ما سبق تدرك الدولة حجم الخطر التي يهدد الجميع، لذلك تبذل الدول العديد من الجهود، وذلك على النحو التالي:
تبذل الدولة جهودها من خلال محاول مختلفة، وفيما يلي أبرز ما تحقق من 2014 إلى 2021:
-محور التوعية: يوجد 31 ألف متطوع لدى صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، وتم تنفيذ 130 ألف زيارة منزلية لتوعية الأسر بالمناطق المطورة (بديلة العشوائيات)، واستهدفت أكثر من 44 ألف أسرة خلال عام 2021، بالإضافة إلى تقديم العلاج بالمجان لـ 6 آلاف مريض إدمان، وتشغيل 5 عيادات لاستقبال طالبي الخدمات العلاجية.
وبالنسبة للساحات والميادين، تم تنفيذ مبادرات ميدانية لتوعية الأسر والشباب بالآثار السلبية لتعاطي المخدرات بـ 550 ميدانًا وساحة شعبية، كما تم تنفيذ400 ليلة عرض مسرحي ومسرح شارع وقائي بالأماكن الأكثر عرضة لمشكلة التعاطي.
وبشأن ورش العمل والتدريبات، فقد تلقت 650 ألف أسرة ورش عمل وتدريبات توعوية ضد مخاطر الإدمان بالمحافظات، في حين تم تنفيذ لقاءات أسبوعية بالمؤسسات العقابية للتوعية بأخطار التعاطي وإعلانها مؤسسة خالية من المخدرات.
وفي مراكز الشباب، تم تنفيذ ورش عمل للشباب ومهرجانات رياضية تحت شعار “أنت أقوى من المخدرات” داخل ١٧٠٠ مركز شباب، كما تم تنفيذ برنامج اختار حياتك بـ 400 مركز شباب سنويًا لتوعية الطلاب بمخاطر الإدمان.
وداخل المؤسسات التعليمية أيضًا، تم تنفيذ برنامج اختار حياتك بـ 5 آلاف مدرسة سنويًا لتوعية الطلاب بمخاطر الإدمان، كما تم استهداف 25 جامعة حكومية وأهلية و140 معهدًا عاليًا وخاصًا ببرامج وأنشطة توعوية لأكثر من 1,5 مليون طالب وطالبة استهدفتهم هذه البرامج والأنشطة، وكذلك افتتاح 4 بيوت بالجامعات للتطوع حول التوعية بمخاطر الإدمان استفاد منها أكثر من ٦٠٠ ألف طالب.
-محور البرامج الوقائية: توجد الحملة الإعلامية “أنت أقوى من المخدرات”، والتي تم تنفيذها على 7مراحل بمشاركة نماذج فنية ورياضية، حيث بلغ عدد المتفاعلين معها نحو 70 مليون متفاعل على وسائل التواصل مع جميع المراحل، فيما ساهمت في زيادة أعداد المتصلين بالخط الساخن لعلاج الإدمان بنسبة بلغت 400%.
وشملت البرامج الوقائية أيضًا، مبادرة “خدعوك فقالو”، والتي تهدف لتوعية العاملين بالمصانع وطلاب المدارس بأضرار تعاطي المخدرات، وتضمنت المبادرة 450 مصنعًا بالمناطق الصناعية والتجارية والاستثمارية، وكذلك مبادرة “سكه السلامة”، والتي تم خلالها تنفيذ أكثر من 550 مبادرة ميدانية في 22 محافظة لاستهداف السائقين والمسافرين على الطرق، كما تم إطلاق مبادرة “قرية بلا إدمان”، بهدف توعية الأهالي بخطورة المخدرات وآليات الاكتشاف المبكر والتعامل مع الحالات المرضية، وقد شملت 18 محافظة منذ إطلاقها وحتى الآن، بواقع 330 قرية تم تنفيذ برامج التوعية بها، وأيضًا تنفيذ 1500 نشاطًا متنوعًا بمشاركة المتطوعين من أبناء هذه القرى بعد تدريبهم وتأهيلهم.
وتستهدف مبادرة “قرارك” توعية العاملين بالمؤسسات والمصالح الحكومية بأضرار المخدرات، وقد شملت 500 ألف موظف منذ إطلاقها.
-محور العلاج: بلغ المتوسط السنوي لعدد مرضى الإدمان الذين تم تقديم العلاج لهم بلغ 101 ألف مريض، وتم توفير مراكز لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان بـ 17 محافظة بدلًا من 7 محافظات عام 2014، بينما تم تقديم الخدمات العلاجية مجانًا وفى سرية تامة لـ 813,1 ألف مريض إدمان بالمراكز العلاجية “جديد ومتابعة”.
زاد عدد مراكز علاج وتأهيل مرضى الإدمان بنسبة 133.3%، حيث وصل عدد المراكز إلى 28 مركزاً عام 2021 مقارنة بـ 12 مركزاً عام 2014.
وصل عدد المترددين على المراكز العلاجية لطلب العلاج والمتابعة من خلال الخط الساخن لعلاج الإدمان، إلى 116,517 مريضًا خلال 10 أشهر من عام 2020/2021، و132,502 مريضًا عام 2019/2020، هذا وقد بلغ عددهم نحو 129,405 مرضى عام 2018/2019، و116,517 مريضًا عام 2017/2018، و103,950 مريضًا عام 2016/ 2017، و83,621 مريضًا عام 2015/2016، و74,952 مريضًا عام 2014/2015، و55,593 مريضًا عام 2013/2014.
ونتيجة لهذا المحور، انخفضت نسبة تعاطي المواد المخدرة إلى 5,9% عام 2021 مقارنة بــ 10,2% عام 2014، وأيضًا انخفضت نسبة الإدمان لـ 2,4 % عام 2021 مقارنةً بــ 3,4% عام 2014.
-محور ما بعد التعافي: تم تدريب 6000 متعاف على الحرف والمهن التي يحتاجها سوق العمل، بالإضافة إلى تنظيم 64 رحلة ترفيهية لرفع الروح المعنوية للأشخاص المتعافيين، فضلًا عن عقد جلسات إرشاد أسري أسبوعيًا وذلك للتأكيد على دور الأسرة في دعم المتعافي، كما تم إطلاق دوري رياضي بشكل سنوي بين المتعافين وذلك لتحفيزهم ورفع معنوياتهم، في حين تم منح 5,5 مليون جنيه قروض لإنشاء مشروعات صغيرة ضمن مبادرة بداية جديدة، وكذلك تم تجهيز وتأثيث أول مركز علاجي بسواعد المتعافين من الإدمان بمحافظة قنا.
-المحور التشريعي: يوضح ذلك مواد القانون رقم 73 لسنة 2021، في شأن شروط شغل الوظائف أو الاستمرار فيها، والذي تم العمل به اعتبارًا من 15/12/2021، وذلك كالأتي:
=المادة رقم 3 من القانون تنص على أن التعيين أو التعاقد أو الاستعانة أو الترقية أو الندب أو النقل أو الاستمرار في الوظائف العامة يشترط ثبوت عدم تعاطي المخدرات من خلال تحليل فجائي بمعرفة الجهات المختصة.
=تنص المادة رقم 4 على أنه في حال ثبوت إيجابية العينة عند إجراء التحليل الفجائي “الاستدلالي” للموظفين يتم إيقاف العامل لمدة يحددها القانون أو لحين ورود نتيجة التحليل التوكيدي، مع وقف صرف نصف أجره طوال فترة الوقف عن العمل، كما نصت المادة أيضًا على أنه إذا تأكدت إيجابية العينة من خلال نتيجة التحليل التوكيدي، يتم إنهاء خدمة العامل بقوة القانون وتحدد حقوقه بعد إنهاء خدمته طبقًا للقوانين واللوائح.
=تنص المادة رقم 5 على أنه إذا تم تعمد الامتناع عن إجراء التحليل أثناء الخدمة أو تعمد الهرب منه بغير عذر مقبول فإن ذلك يعد سببًا موجبًا لإنهاء الخدمة.
=تنص المادة رقم 6 على أنه من يسمح متعمدًا لمن ثبت تعاطيه المخدرات بشغل إحدى الوظائف بالجهاز الإداري للدولة، يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تتجاوز 200 ألف جنيه.
=تنص المادة رقم 7 من القانون على أنه من يتعمد الغش في إجراء التحاليل التي ينظمها هذا القانون أو يدلي بنتيجة مخالفة للواقع، يعاقب بالسجن مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد.
ويظهر ما سبق الجهود التي تقوم بها الدولة، فالدولة تحاول من خلال التشريعات ومن خلال العمل على توعية المجتمع فضلًا عن تقديم العلاج ودعم المتعافين، ولكن يجب على رجال الشرطة المساهمة أيضًا بشكل أكثر فاعلية وعدم التهاون أو التراخي في التعامل مع تجار المخدرات وموزعيها؛ فيجب التعامل بكل حسم، فذلك يساهم بشكل كبير في الحد من التعاطي مما يجنب الفرد والمجتمع كثير من الازمات، كما يجب أن تساهم المؤسسات الدينية بدور فاعل إلى جانب الدولة في تقديم التوعية بمختلف أشكالها الدينية والمجتمعية، فضلًا عن التوعية بأهمية الاسرة ودورها، حيث أن في الأغلب يكون المدمن ممن يعانون داخل أسرتهم، فإذا استقامة أمر الاسرة يستقيم المجتمع بشكل كبير.
وختامًا، يتضح مما سبق مخاطر انتشار المخدرات تحديدًا منخفضة السعر منها حيث تكون سهلة الشراء، مما يجعل الفرد والمجتمعات للتهديدات كثيرًا، ونتيجة لإدراك الدولة لذلك فهي تبذل الجهود على مختلف المستويات، أملًا أن يساهم ذلك في حل المشكلة التي لا يقل خطرها عن خطر الإرهاب.