إعداد: اليان بطرس
مدير برنامج دراسات العلاقات الدولية
19 يونيو 2022 ، في هذا اليوم بدأت كولومبيا تدشين دبلوماسيتها الجديدة وسياستها الخارجية التي عملت على مدار الشهور القليلة الماضية منذ تولي الرئيس غوستافو بيترو رئاسة الدولة على تحقيق حالة من التوازن الإقليمي لأمريكا اللاتينية، حيث شهدت كولومبيا تحول كبير في سياستها منذ أن تولى حكمها الرئيس اليساري الذي جاء بنهج جديد يختلف عن ما كانت عليه الدولة فيما مضى، منذ البداية ومن قبل تنصيبه جاء البرنامج الانتخابي له ليرسي قواعد دبلوماسية جديدة ترسم خريطة كولومبية مختلفة، واصراره على الترشح للانتخابات أكثر من مره حتى الفوز يبرز شخصية بيترو الطموحة في الوصول والسعي نحو أهدافه وهذا المؤشر مدفوعًا بعدد من الدلالات وهي جدية العمل والتخطيط الدقيق والأداء المتميز فى التنفيذ والإصرار على النجاح.
لم يأتي بيترو على ساحة خالية من الصعوبات بل جاء في توقيت شديد الصعوبة ووسط مجموعة من التحديات والأزمات ولكن وجود حالة من التوافق الداخلي على بيترو والدعم الخارجي المتمثل في التوجهات اليسارية في المنطقة ساعد في بداية توليه الرئاسة لترسيخ دبلوماسيته الجديدة ونشاطه المستمر داخليًا وخارجيًا يثبت صحة المؤشرات الأولية عنه، ويعرف جيدًا كيف يعيد إحياء الجسور المنقطعة وهو ما ظهر في بداية يناير 2023 حينما أعاد فتح الجسر المتصل بفنزويلا بعد أن كان مغلقًا لعدة سنوات وسط توترات عنيفة على الحدود فيما بينهم. هذا على سبيل المثال لا حصر، وبدأ بيترو جولته الخارجية بالتحرك لزيارة أهم الدول من بينها فنزويلا حيث الحدود المشتركة والأزمات المتراكمة، وحرص أيضًا على حضور حفل تنصيب الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا وقام بعديد من الاجتماعات والمشاورات مع مختلف الدول على هامش هذه الزيارة، بخلاف زيارته إلى تشيلي ودافوس وهو ما سوف يتم سرده تفصيلا في هذا التقرير.
والجدير بالذكر أنه سبق وأن أعد مركز جسور للدراسات الاستراتيجية تقرير حول فوز الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بعنوان” اليسار يفوز والشعبوية تتراجع … ماذا يحدث فى كولومبيا” في محاولة لفهم تاريخ وبرنامج الرئيس غوستافو ورسم خريطة الاحداث في الداخل الكولومبي، بل وتضمن التقرير رؤية خاصة بعنوان ” مصر وكولومبيا …خطوات نحو الإصلاح” تلقي الضوء على تشابكية العلاقة بين الدولتين وتدعو لمزيد من التعاون وتعزيز العلاقات.
واستكمالاً لمتابعة مركز جسور للشأن الدولي واللاتيني على وجه الخصوص يأتي هذا التقرير لإلقاء الضوء على الدبلوماسية الكولومبية الجديدة التي أرسى قواعدها الرئيس الحالي غوستافو بيترو وما تحقق خلال الفترة الماضية حيث قام بعدد من الزيارات والتفاعلات الإقليمية التي تنعكس بشكل كبير على الواقع الداخلي وتشير إلى إمكانية تحقيق إصلاح حقيقي في كولومبيا.
تقدم ملحوظ في حل الازمات الداخلية
بناء السلام
هناك توافق حول سياسة بيترو ودبلوماسيته الجديدة ونجاحه خلال الأشهر الماضية حتى أن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد أنه خلال الأشهر الأولى من حكم الرئيس بيترو تم اتخاذ خطوات مهمة للتقدم نحو توطيد السلام في كولومبيا، وفيما يتعلق بأعمال العنف والصراع المسلح حاول بيترو خلق مساحة من التفاهم والتفاوض مع الجماعات المختلفة حتى تقل حدة عمليات العنف واستخدام السلاح في كولومبيا ووافقت هذه الجماعات على التفاوض مع بيترو لإيجاد حلول. وفى هذا السياق أبرم بيترو اتفاق بين حكومته والمتمردين” جيش التحرير الوطني” في نوفمبر 202 في كاراكاس العاصمة الفنزويلية، ويتعلق الامر بعودة اللاجئين من السكان الأصليين إلى موطنهم في غرب البلاد، هذا الاتفاق يعد خطوة إيجابية في إصلاح أحد الازمات الداخلية في كولومبيا.
هذا الاتفاق أطلق علية مشروع السلام الشامل التي تمت الموافقة عليه في 26 أكتوبر من قبل الكونجرس، وهو ما يسمح للرئيس أن يتفاوض مع جيش التحرير الوطني والمنشقين عن القوات المسلحة الثورية لكولومبيا والقوات شبة العسكرية والجماعات الاجرامية وتجار المخدرات مقابل عدد من المزايا مثل تخفيف العقوبات وضمانات عدم التسليم، طالما أنهم سوف يتخلون عن صفقات المخدرات والثروات التي حصلوا عليها خارج القانون.
الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي
يعمل الرئيس الكولومبي على دفع خطط الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي إلى الامام حيث ظهرت مجموعة من مشاريع القوانين تزيد من قيمة الضرائب المفروضة على الأكثر ثراء بالدولة مع وضع خطط أكثر واقعية في عملية تحصيل الضرائب في وقت عانت منه كولومبيا من تضخم وبطالة ونسب عالية من الفقر وهو ما يزيد من حجم التحديات أمامه لان أي عملية إصلاح اقتصادي يلحقها مزيد من التحديات والانتقادات ولكنها خطوات لابد من اتخاذها لإتمام عملية الإصلاح التي تكون شديدة الصعوبة في بدايتها.
في خضم هذا الحراك الاقتصادي لم يغفل التعليم والصحة حيث يعمل بشكل متوازي لرفع جودتهم وتحسينهم بالشكل الذي يتناسب مع المواطنين، كل هذه الإصلاحات الاجتماعية تأتي في إطار محاولته الدائمة لتقيل الفجوة بين الأغنياء والفقراء .
الإصلاح الضريبي : تطلع بيترو في حملته لجمع 50 مليار بيزو ولكن بعد أن تولى الرئاسة أطلقت الحكومة مبادرة اقتصادية في الوقت التي بلغ الدين الخارجي لكولومبيا 178.136 مليون دولار والدين العام يبلغ 100.370 مليون دولار مضاف له الدين الخاص، حيث هدفت إلى جمع 20 مليار بيزو وهو العملة المحلية للدولة كدفعة مبدئية والتي شملت الضرائب حتى على الكنائس وهو ما آثار كثير من التوترات الداخلية ولكن هذه الخطوة تعد من أبرز الخطوات المنهجية في سياسة الإصلاح للحكومة الجديدة عن طريق مشروع قانون الإصلاح الضريبي والذي دخل للكونجرس للتصديق عليه في أكتوبر 2022 ، هذا التحرك اثار انتقاد بعض النقابات خوفًا من تهديد الاستثمارات بعد رفع ضريبة الدخل من 30% إلى 35% .
وطالبت بنوك الطعام بعدم فرض ضرائب على التبرعات الغذائية والمشروبات وهو ما استجابت له الحكومة سريعًا حتى لا يؤثر على السكان الأكثر احتياجًا والمستهدفين من تلك التبرعات.
صحيح أن مشروع الإصلاح الضريبي تسبب في توجيه انتقادات شديدة للحكومة حتى ان بعض شركات النفط صرحت بأنها ستحاول مقاضاة حكومة بيترو بسبب خرق العقد في إطار قرارات الإصلاح الضريبي إلا أن هذه الحالة من الحراك المجتمعي والاقتصادي والحوار بين القطاعين الخاص والعام حول مشروع القانون تؤكد جدية الحكومة في تقديم مشروع قانون بناء على حوار مجتمعي يحاول فيه أن يرضي جميع الأطراف ويحقق فيه إصلاحًا حقيقيًا دفعته الأزمات الاقتصادية لتحقيقه.
ولحل أزمة الغاز دفعت الحكومة 4 تريليونات بيزو في عام 2022 وتخطط لدفع 7 تريليونات بيزو أخرى بأموال من عائدات الضرائب الإضافية لتثبيت أسعار الوقود ولسد عجز الصندوق من الناتج المحلي، وعلى تقدير حسابات وزارة المالية فتتوقع الوزارة أن يتم سد العجز المالي وسداد الديون بشكل أسرع وفقًا لما تقوم به الحكومة من إصلاحات.
إصلاح نظام التقاعد: وإلحاقًا بخطة بيترو الاجتماعية رفض الرئيس رفع سن التقاعد وهو ما آثار حالة من الجدل داخل المجتمع، وهذه الخطوة جاءت تماشيًا مع التغيرات الناتجة عن الإصلاح الاقتصادي والتنمية، ومن المقرر ان يتم عرض مشروع إصلاح نظام التقاعد في 15 مارس 2023.
الإصلاح الزراعي: بدأ الإصلاح الزراعي في أكتوبر 2022 بتسليم أول سندات ملكية للأراضي، وتأتي هذه الخطوة كجزء من خطة تمليك لأكثر من 681 ألف هكتار مع وضع حزمة شاملة من السياسات العامة للمشاريع الإنتاجية. وتم مناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة على سبيل المثال اقتراح بإنشاء القضاء الزراعي الذي يسمح بوجود قضاة متخصصين لحل النزاعات المتعلقة بالملكية وحيازة الأرض، وأنشأت وزارة الزراعة خطط مكملة للإصلاح الزراعي تتمثل في الأمن الغذائي والسلاسل الإنتاجية التي تربط المنتجين الكبار والمتوسطين والصغار، والإصلاح الهيكلي للائتمانات الزراعية، والاعتراف بالفلاحين كأشخاص يتمتعون بحقوق خاصة بحماية دستورية، إلى جانب خفض تكاليف المدخلات.
لقاءات وزيارات متعددة:
بيترو في زيارة إلى دافوس
زار الرئيس بيترو دافوس في إطار المشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي يوم 17 يناير 2023 وعلى هامش هذا المؤتمر حضر جلسة تتعلق بأطلاق استراتيجية تحالف العمل الغذائي 2023-2025، ولم يتوان بيترو في تعزيز الشراكات الثنائية والاجتماع مع مختلف الرؤساء الحاضرين من بينها رئيسة تنزانيا ورئيس الاتحاد السويسري ورئيس كوستاريكا والاكوادور.
من بين الموضوعات على أجندة عمله في هذا المؤتمر هو العمل المناخي والتنوع البيولوجي، كما سعى للقاء وزير الدولة للشئون الخارجية للمملكة السعودية وهو إشارة إلى سعي بيترو للانفتاح على المنطقة العربية وكافة الدول المحورية.
وفيما يتعلق بلقاء كبار رؤساء الشركات فقد أجتمع بيترو مع المسؤول عن شركة نستله في منطقة أمريكا اللاتينية والرئيس التنفيذي لشركة كوكا كولا ومايكروسوفت في محاولة لمناقشة الخطط الاستثمارية لهذه الشركات في بلادة.
لقاء كولومبي فنزويلي
لقاء مثمر بين الرئيس الكولومبي ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو في بداية شهر يناير تناول من خلاله عدد من القضايا الاستراتيجية والمحورية فيما بينهم وكان على رأسها البنية التحتية والتكامل الحدودي بينهم لتحقيق السلام الشامل وحتى يحافظ كل من الطرفان على العلاقات التاريخية والثنائية والتي عادت للنشاط من جديد بتولى الرئيس غوستافو الرئاسة الكولومبية حيث أعاد فتح الحدود مع فنزويلا الدولة الصديقة لنقل البضائع والركاب.
وخلال هذا اللقاء تم استكمال المفاوضات القائمة بشأن حماية الاستثمارات وتشجيعها وتعزيز نقل التكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة لصالح الدولتين، وأكد الطرفان على ضرورة مراجعة اتفاقية النطاق الجزئي رقم 28، التي تحكم التجارة الثنائية فيما يتعلق بالوصول إلى الأسواق والاتفاقية الإطارية للتكامل الاقتصادي على أن يجتمع المعنين بهذا الملف في أقرب وقت وفي موعد أقصاه 27 يناير 2023، بالإضافة إلى التعاون في المشروعات القومية الثنائية التي تتعلق بالطاقة والغذاء وهم من أهم القضايا بين الدولتين إلى جانب ضرورة انشاء لجنة فنية تختص بالمشروعات التي تتعلق بربط البحر الكاريبي والمحيط الهادئ في اتجاه كولومبيا.
وسوف تعمل كولومبيا وفنزويلا على تعزيز الاتفاقات الثنائية لتكميل الزراعة والصناعة والخدمات لتحقيق التنمية المستدامة في المناطق الحدودية المشتركة بينهم وهو ملف في غاية الأهمية بالنسبة إلى كولومبيا لتحقيق الأمن والاستقرار على حدودها التي شهدت تصعيد للعنف الفترة الماضية على الحدود مع فنزويلا.
والجدير بالذكر أن هذه الزيارة ليست الأولى من نوعها بل زار الرئيس الكولومبي فنزويلا بشكل غير رسمي في بداية توليه الرئاسة وأكد أكثر من مرة على ضرورة اصلاح وتعزيز العلاقات بينهم بعد انقطاعها في عام 2019 اثناء فترة حكم الرئيس السابق ايفان دوكي.
لقاء كولمبي برازيلي
في بداية العام الجديد 2023 توجه الرئيس غوستافو بيترو لزيارة العاصمة برازيليا في خطوة نحو تعزيز العلاقات الثنائية تشمل عدد من القضايا المشتركة على اجندة الدولتين من بينها القضايا البيئية وسبل مكافحة المخدرات وتحقيق التكامل الاقتصادي ومزيد من التعاون في مجال الطاقة على وجه التحديد.
تأتي هذه الزيارة في اطار حضور الرئيس الكولومبي لحفل تنصيب الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، والذي ناقش خلالها كيفية إعادة الروابط الثنائية والقومية بين الدولتين إذ تناول جدول الأعمال عدد من الموضوعات على رأسها غابات الأمازون وكيفية إنقاذها مع استمرار الأبحاث العلمية، وتطرق الاجتماع إلى التشديد على أهمية وضع خطة محكمة وسياسة جديدة في مواجهة الدولتين للمخدرات، إمكانية تعزيز الطاقة النظيفة بواسطة شبكة الكهرباء الامريكية، ومن بين القضايا التي شغلت الدولتين هي تحقيق التكامل الاقتصادي لدول أمريكا اللاتينية والتكاتف فيما بينهم، وأستغل الرئيس الكولومبي هذا التجمع حيث عقد اجتماعًا ثنائيًا مع الرئيس الألماني لمناقشة أهم القضايا بين كولومبيا والاتحاد الأوروبي.
لقاء كولومبي تشيلي
حرص الرئيس بيترو على زيارة تشيلي في إطار سلسة زياراته لعدد من دول أمريكا اللاتينية مثل البرازيل وفنزويلا لإنعاش العلاقات فيما بينهم حيث يسعى الرئيس بيترو إلى تدشين دبلوماسية جديدة تتبعها دولته خلال فترة رئاسته لكولومبيا.
أثناء لقاء الرئيس الكولومبي والرئيس التشيلي سلطت الدولتين الضوء على قضية التكامل في الطاقة وخاصة الطاقة المتجددة والهيدروجين الاخضر وعدد من الملفات من بينها ملف الهجرة، وخلال هذا اللقاء أكد الرئيس التشيلي على التزام دولته كأحد دول أمريكا اللاتينية في صندوق الأمم المتحدة للحفاظ على السلام في كولومبيا، وعلى الجانب الاخر تعهد بالعمل على الحد من الهجرة النظامية والغير نظامية، وفى هذا السياق تطرق لرئيس التشيلي إلى ضرورة تطوير سبل مواجهة الاتجار بالبشر ونظرًا لأهمية هذه القضية أعلن عن جلسة عمل لمؤتمر أمريكا الجنوبية بشأن الهجرة على أن يتم هذا المؤتمر في أقرب وقت ممكن .
وتكليلاً لدور تشيلي في المنطقة أعرب الرئيس بيترو عن سعادته لدور تشيلي كضامن بين الحكومة وجيش التحرير الوطني بكولومبيا وناقشوا مبادرة السلام الشامل التي قادتها الحكومة الكولومبية كسياسة دولة تسعى إلى تفعيل وتطوير مبادرات الحوار وبناء السلام بين كافة الجهات المنغمسة في النزاعات المسلحة، ولتفعيل دور CELAC أكد الطرفان على ضرورة وضع جدول أعمال مشترك يمكنه التعامل مع الازمة الاقتصادية العالمية الحالية.
أقر كل من الطرفين على العمل من أجل تحسين عمل لجنة البلدان الامريكية لحقوق الانسان عن طريق التنسيق مع جميع الجهات الفاعلة من أجل احترام حقوق الانسان، إلى جانب دعم الحوار بين البلدين بهدف تبادل الخبرات المتمثلة في تحقيق التوصيات والاتفاقيات والأحكام المتعلقة بمجال حقوق الإنسان.
وألقوا الضوء على الأهمية الخاصة لقرار شيلي وكولومبيا بطلب رأي استشاري من محكمة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان بشأن حالة الطوارئ المناخية وحقوق الإنسان لاستجابة أكثر فاعلية مع الطوارئ المناخية.
كما اتفقوا على عقد مجموعة من الاجتماعات من بينها اجتماع لجنة الشئون القنصلية والهجرة في أكتوبر 2023 لتعزيز التعاون في حالات الكوارث التي تؤثر على مواطني الدولتين.
اتفقا على عقد اجتماع اخر خلال النصف الأول من عام 2023 في كولومبيا للجنة التعاون التقني والعلمي المختلط بين شيلي وكولومبيا لتحديد برنامج تعاون ثنائي للفترة 2023-2025 للتعاون الدولي من أجل التنمية في شيلي والوكالة الرئاسية للتعاون الدولي في كولومبيا.
الرئيس الكولومبي وقمة المناخ بشرم الشيخ
حرص غوستافو على المشاركة الفعالة في مؤتمر المناخ كوب 27 في شرم الشيخ للتأكيد على حرص كولومبيا على التقدم في ملف التغيرات المناخية التي تعاني منها كولومبيا وكافة دول أمريكا اللاتينية بشكل كبير، حيث قدم مجموعة من مقترحات العمل خلال خطابه الرسمي ، حيث أكد أن أزمة المناخ التي يعيشها الكوكب “يتم حلها إذا ترك العالم النفط والفحم وراءه” ووضع خلال كلمته حزمة من التوصيات التي يجب أن تتخذها الحكومات في المؤتمرات العالمية حتى تضع خطة عالمية لإزالة الكربون وحث الحكومات على خفض قيمة الاقتصاد الكربوني وإحلال الاقتصاد الخالي من الكربون بدلاً منه، كما دعا إلى ضرورة انقاذ العالم لغابات الامازون وأضاف أنه ستمنح كولومبيا 200 مليون دولار سنويًا لمدة 20 عامًا لإنقاذ غابات الأمازون المطيرة.
وتطرق إلى قضية حيوية وحساسة بالنسبة إلى منطقة أمريكا اللاتينية والتي تتضمن عدد من الدول الواقعة تحت الحصار الاقتصادي حيث أكد أن الحصار الاقتصادي يعيق من إمكانية الدول النامية للتفاعل والعمل ضد الازمة المناخية، واقترح الرئيس بيترو أن تتوقف البنوك الخاصة والمتعددة الأطراف عن تمويل قطاع الهيدروكربون، وأن يتقدم صندوق النقد الدولي في مبادلة ديون البلدان النامية، للاستثمار في التكيف والتخفيف من تغير المناخ.
ختامًا، تفرض الدبلوماسية الكولومبية الجديدة نفسها على الساحة الإقليمية والدولية مدفوعة بنشاط وجدية حرص عليها الرئيس الحالي غوستافو بيترو في محاولة لتحقيق إصلاح اجتماعي واقتصادي مدعومًا بسياسة خارجية محكمة تدفع الدولة إلى الظهور بشكل متميز في المحيط اللاتيني وتعطي أمل بالتغيير والتطوير والتنمية للمواطن الكولومبي، وتعيد العلاقات المتشابكة بين الدول وتصحح مسار العلاقات مع أقرب الدول لها لتعيد بناء السلام وسط ظروف عالمية شديدة الحساسية، ومن المتوقع أن يكلل عام 2023 جهود الحكومة في الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي بتحقيق نمو ملحوظ، حتى وأن كان هناك حالة من الجدل على بعض المشروعات المطروحة إلى أنها حالة صحية تدل على ديمقراطية حقيقية وحراك مجتمعي نشط في مختلف القضايا بمختلف فئاته سواء القطاع العام أو الخاص، فحالة الحوار الحالية كانت هي الهدف الأساس لحكومة بيترو منذ البداية.