إعداد: منير جمال يوسف
باحث فى العلوم السياسية
تحدث من وقت لآخر بعض الظواهر الطبيعية العنيفة جدا التي تتحول إلى كوارث تواجهها الدول تؤثر بشكل سلبي على اقتصادها وبنيتها التحتية وتشرد وتودي بحياة الآلاف المواطنين. ولهذة الكوارث العديد من الأشكال المختلفة منها الزلازل والبراكين والفيضانات والأعاصير وغيرها .
وفي الحقيقة تنبع خطورة هذة الكوارث في عنصر المفاجاة حيث انها في الغالب تكون غير متوقعة ، وبالتالي فان الدول تواجه صعوبة في مواجة الكوارث لأنها لم تكن مستعدة لها بالشكل الكافي وهنا ياتي دور الدول الأخرى والتي لا يشترط ان تكون صديقة وبالطبع لم تتاثر بتلك الظاهرة وتقدم المساعدات الطبية والمالية وغيرها من اشكال الدعم المالي للدولة المتضررة وسوف نسلط الضوء على بعض الأمثلة التي حدثت بالفعل في تاريخنا المعاصر والتي كانت الأزمات فيها تمثل جسرًا للتواصل بين الدول المتنازعة فقد وصل الحال ببعض الدول إلى وجود حروب عسكرية بينها ليس مجرد خلافات سياسية عادية ولكنها استطاعت تجاوز ذلك بتقديم المساعدات الإنسانية للدول المتضررة بغض النظر عن وجود خلافات سابقة بينهم . فعلى الرغم من فجاعة هذة الأحداث وتسببها لعديد من القتلى والجرحى والمشردين الآن أنه كان هناك دائما فرصة للتقارب بين الدول.
أستعراض لبعض الكوارث والتي كانت جسرا للتقارب بين الدول:-
أولا زلزال تركيا وسوريا 2023 :-
إذا نظرنا إلى الزلزال الأخير الذي حدث في تركيا وسوريا يوم 6 فبراير وكانت قوتة 7.8 على مقياس ريختر وأستمر لمدة دقيقتين وأمتدت تاثيراتة الي لبنان وفلسطين وكلف ضحايا حتى هذة اللحظة حوالي 25 ألف قتيل في سوريا وتركيا مع توقع لمنظمة الصحة العالمية بتذايد هذا العدد في الايام المقبلة ومع توقع أيضًا وصول عدد المتضررين الي 23 مليون مواطن.
الملاحظة الأولي التي نلاحظها هي أن تركيا الدولة الاكثر حصولا على الدعم من سوريا حيث قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن بلادة تلقت عرض بالمساعدة في عمليات البحث والانقاذ من 70 دولة في نفس الوقت لا نجد نفس هذا الدعم يقدم لدولة سوريا على الرغم أنها تضررت ايضا من الزلزال بشكل كبير.
قد يرجع ذلك إلى عدة اعتبارات منها ان اعداد المتضررين في تركيا ضعف عدد المتضررين في سوريا فتشير التقديرات المبدئية أن 24 ألف من ال 29 ألف في تركيا و5 الالاف فقط في سوريا وهو ما يعني أن عدد المتضررين في تركيا أكبر بكثير من عدد المتضررين في سوريا.
ولكن قد يرجع أيضًا حصول تركيا على دعم أكبر إلى اعتبارات سياسية مثل أن الحكومة الرسمية في سوريا لا تسيطر على كامل أجزاء البلاد أو المحافظات السورية أي ان المعارضة تسيطر على بعض الأجزاء وبالتالي ذلك يصعب فكرة وجود سلطة رسمية يمكن التنسيق معها لوصول المساعدات ولكن هذا لا يعني عدم وجود مساعدات تقدم لسوريا من دول مختلفة كثيرة ولكنها قليلة إذا ما قورنت بالمساعدات التي قدمت لتركيا.
حصلت الدولتين على دعم من أغلب دول العالم نستعرض اهم الدول ونوعية الدعم الذي تم تقديمة: –
- الولايات المتحدة :-
على الرغم من تواجد تركيا في حلف الناتو مع الولايات المتحدة الامريكية إلا ان هناك بعض الخلافات التي توجد بيننهم على رأسة التقارب التركي الروسي وهذا التقارب تخشي منه الولايات المتحدة بشكل كبير أيضًا يوجد خلافات كبيرة بين الولايات المتحدة و النظام السوري فقد حاولت الولايات المتحدة اسقاط النظام السوري بكل الطرق عن طريق توجيه الدعم العسكري للجيش السوري الحر وذلك بسبب موالاة وخضوع النظام السوري الي روسيا وايران ولكن على الرغم من ذلك قام البيت الأبيض إرسال فرقتين تتألف كل منهما من 80 مسعفًا، بعد أن قال الرئيس الأميركي على حسابه الرسمي على تويتر إنه طلب من أجهزته “تقديم كل المساعدة الضرورية أيّا كانت”. يتوجه ايضا فريق مساعدة من الولايات المتحدة إلى تركيا للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ ويضم الفريق 161 عنصرا إضافة إلى 12 كلبا وصرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن بلاده نشرت أكثر من 150 من أفراد البحث والإنقاذ في مناطق الزلزال بتركيا.
- روسيا:-
تعتبر روسيا أن تركيا تمثل لها تهديد أمني كبير لأنها عضو قوي في حلف الناتو وتقع جغرافيا بالقرب جدًا من روسيا علاوة على الخلافات السياسية بينهم في عديد من القضايا مثل القضية السورية وإيران وبرنامجها النووي وغيرها من القضايا ذات الخلاف ولكن لم يؤثر ذلك على روسيا في تقديم المساعدات حيث أشار الرئيس فلاديمير بوتين إلى أن بلاده “أرسلت عمال إنقاذ” إلى سوريا وتركيا. وكان أكثر من 300 جندي روسي متواجدون على الأراضي السورية قد شاركوا الإثنين في عمليات رفع الانقاض عن ضحايا الزلزال. وبالطبع من المعروف التواجد الروسي العميق في سوريا والوقوف بجانب النظام السوري ودعمه من السقوط ضد الجيش السوري الحر وذلك يسهل امكانية تقديم المساعدات لأن الوجود السوري بالفعل متواجد عن طريق قواعد عسكرية .
- اسرائيل :-
يوجد خلافات تاريخية كبيرة بين اسرائيل و سوريا فمنذ اعلان دولة اسرائيل 1948 والعلاقات الاسرائيلية السورية ليست مستقرة تماما حيث احتلت اسرائيل جزء من سوريا (هضبة الجولان ) في حرب 1967 ولم تسطيع سوريا حتي الآن استعادة هذا الجزء ولكن رغم ذلك أعلنت اسرائيل عن أنها تلقت طلب من الحكومة السورية بالمساعدة الا أن الحكومة السورية نفت هذا الخبر ولكن في الأخير أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أن حكومتة استجابت للطلب الروسي وأوضح مسؤول أمني أسرائيلي أن اسرائيل ستقدم هذة المساعدات الانسانية عن طريق روسيا اي انها لن ترسل هذة المساعدات لنظام بشار الاسد نظرًا لوجود خلافات وحساسية كبيرة بين الدولتين غير أن الجيش الاسرائيلي اعلن عن تحضير بعثة تضم 150 اسرائيلي من المستشفيات والجيش للسفر إلى تركيا لتقديم العلاج والأغاثة وانشاء مستشفي متنقل في سوريا وأطلقت على هذة البعثة اسم (اغصان الزيتون) .
على الجانب الآخر توجد حساسية كبيرة بين اسرائيل وتركيا على مستوى التصريحات حيث أن تركيا دولة تنظر لنفسها انها دولة اسلامية كبيرة تطمح لأستعادة دولة الخلافة والامبراطورية العثمانية الاسلامية وبالتالي ترى أن أسرائيل دولة يهودية تهدد هذا الطموح وتقف ضدة ولكن لم يقف هذا الخلاف الايدلوجي حائلا من أن تقوم اسرائيل أيضًا بتقديم مساعدات لتركيا حيث أعلن الرئيس الاسرائيلي أن وزيري خارجية ودفاع دولتة على أتصال بنظرائهما التركيين وأن حكومة تركيا ترحب بالمساعدات الاسرائيلية وترتب على ذلك أصدار بيان من الجيش الأسرائيلي أن وفدًا مشتركًا من وزارتي الخارجية والدفاع مكون من 150 فرد أضافة إلى الجيش من المقرر سفرهم الي تركيا للتنسيق وتقديم الدعم اللازم
- الدول الأوروبية :-
نجد أن الدول الاوروبية تتخذ نفس الموقف السياسي للولايات المتحدة اتجاه سوريا حيث أن معظم الدول الاوروبية تسعي لسقوط نظام بشار الاسد في سوريا وأيضًا هناك خلافات تاريخية بين الدول الاوروبية وتركيا تتمثل في مذابح الأرمن التي قامت بها تركيا والمشاكل الحدودية بين تركيا واليونان وغيرها من القضايا والتي تظهر في رغبة تركيا في الانضمام لأكثر من مرة للأتحاد الأوروبي ورفض الاتحاد لهذا القرار ولكن هذة الخلافات لم تشكل اي عائق في تقديم المساعدات الأوروبية لتركيا وسوريا لانتشالهم بقدر الامكان من الكارثة التي تعرضو لها لذلك
- قدمت كذلك كل من اليونان والسويد اللتين تربطهما علاقات متوترة مع أنقرة مساعدات، إذ أعلنت ستوكهولم التي ترأس الاتحاد الأوروبي منذ ديسمبر، التبرع بنحو 650 ألف دولار لتركيا وسوريا عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر.
- وأكدت ألمانيا أنها ستقدم مليون يورو إضافية لمؤسسة “مالتيزر إنترناشونال” وأنها تعمل على إتاحة المزيد من المساعدات المالية لمنظمات دولية غير حكومية أخرى في البلاد، تعمل في مجال العمل الإنساني، لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا. يذكر أن المساعدات تُرسل إلى سوريا، التي لا تربطها بألمانيا علاقات رسمية، عبر المنظمات الدولية غير الحكومية.
- كما أعلنت ألمانيا أن فريق بحث وإنقاذ من الوكالة الفدرالية الألمانية للإغاثة الفنية قد غادر إلى أضنة ويضم 50 رجل إنقاذ ومعدات.
- وأعنت فرنسا أيضًا انة من المقرر أن يتوجه 139 من عمال الإنقاذ التابعين للأمن المدني إلى تركيا وخصوصًا إلى محافظة كهرمان مرعش حيث مركز الزلزال.
- بدورها تنوي إيطاليا والمجر وبولندا واسبانيا إرسال فرق إنقاذ. وأعلنت الأخيرة إرسال “أفراد ومسيرات” متوجهة إلى (تركيا) حيث مركز تنسيق المساعدات الدولية.
- حتى أوكرانيا أعلنت على الرغم من الغزو الروسي إرسال 87 عامل إنقاذ إلى تركيا.
- دول العربية :-
تشترك الدول العربية مع تركيا في أن كلاهما دولا اسلامية ولكن هذا السبب لم يكن كافيا لان هناك صراع تاريخي بين الدولة العثمانية وبين الدول العربية حيث قامت الاولي باحتلال جزء كبير من الدول العربية غير انهم يختلفون في بعض القاضايا الدولية وموقفهم اتجاه بعض الدول على سبيل المثال تعتبر دول الخليج ايران تهديد كبير لها ولكن تحتفظ تركيا بعلاقات متوازنة بشكل كبير مع أيران غير أن تركيا كانت تدعم سقوط بعض الدول العربية فيما كان يسمي بثورات الربيع العربي كل هذة الأحداث اظهرت حساسية كبيرة بين تركيا والدول العربية ولكن هذا لم يمنع الدول العربية أن تقدم مساعدات لتركيا في أزمتها
- نجد أن الحكومة القطرية أعلنت عن تخصصيها 10 آلاف منزل متنقل سيتم إرسالها إلى المناطق المتضررة من كارثة الزلزال في تركيا وسوريا على الرغم أن العلاقات القطرية السورية ليست بأفضل حال في الاونة الاخيرة الا ان ذلك لم يمنع قطر من تقديم المساعدات الي سوريا .
- أعلنت المملكة العربية السعودية، تقديم الدعم والمساعدة لكل من تركيا وسوريا، من خلال إرسال فرق إنقاذ ومدّ جسر جوي إغاثي يشمل مساعدات طبية وإنسانية بصورة عاجلة .
- بالنسبة للامارات أمر رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم مساعدات مالية قدرها 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا. 50 مليون الي سوريا و 50 مليون الي تركيا علاوة على اعلان من “قيادة العمليات المشتركة” في وزارة الدفاع الإماراتية بدء عملية ” الفارس الشهم / 2 ” لدعم تركيا وسوريا بمشاركة القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي . وارسال طائرتين تحملان مساعدات إنسانية من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مطار دمشق ضمن الجسر الجوي الهادف لمساعدة المتضررين من الزلزال الذي تعرضت له سوريا وقد شملت المساعدات في المرحلة الأولى ١٢ طنا من المواد الإغاثية وعددا من الخيم لإيواء ٢١٦ متضرراً.
- العراق أعلنت انها ستفتح جسرا جويا مع سوريا وتركيا لتقديم المساعدات هناك طائرتين عراقيتين تحمل كل منهما نحو 70 طناً من المواد الغذائية والطبية والبطانيات والمستلزمات الضرورية.
- مصرحيث كان لمصر دور كبير في تقديم العون والمساعدة لسوريا وتركيا نابع من احساسها بدورها الاقليمي كدولة مؤثرة وفاعلة على المستوي الدولي حيث اعلنت مصر عن أرسال 5 طائرات عسكرية محملة بالمواد الطبية الي كل من الدولتين على الرغم من وجود خلاف واضح بين مصر وتركيا خاصة بعد ثورة 30 يونيو حيث أن الرئيس التركي ظل يدعم حركة الاخوان المسلمين لفترة طويلة ولم تعترف تركيا بالنظام المصري وقتها علاوة على التنافس على غاز شرق المتوسط والتدخل التركي في ليبيا مما يهدد الأمن القومي المصري كل هذه الاحداث اثرت بشكل أو باخر على العلاقات المصرية التركية الا أننا نلاحظ في الفترة الاخيرة تقارب طفيف بين تركيا ومصر وتنسيق على المستوي الدولي في أجتماعات ولقائات مشتركة رسمية ووصلت الي لقاء الرئيس المصري والتركي مع بعضهم البعض وبالتالي المساعدات الأخيرة لتركيا في أزمتها لم تكن مفاجأه بل اتت في السياق الطبيعي لسير الأحداث الأخيرة وقد تكون نقطة أتصال مشتركة فيما بعد تبني عليها مذيد من التفاهمات والتنسيق المشترك .
- ايران :-
العلاقات التركية الايرانية كغيرها من العلاقات السياسية بين الدول متذبذبه حيث أنها علاقة تحكمها المصالح بشكل كبير حيث أن الدولتين تربطهم مصالح مشتركة بشكل كبير في اعتماد تركيا على الغاز والنفط الايراني وفي المقابل اعتماد إيران على البضائع التركية حيث قدر حجم التبادل التجاري بين الدولتين 6 مليار دولار عام 2020/2021 مع توقيع اتفاقيات مشتركة لذيادة حجم التبادل التجاري ل 30 مليار دولار ولكن هذا لا يمنع أختلاف الدولتين بشكل كبير في بعض القضايا الدولية مثل القضية السورية حيث أن إيران تساند بقوة نظام بشار الاسد من السقوط ضد الجيش السوري الحر الذي تدعمة تركيا بشكل كبير بالسلاح والمرتزقة ايضا هناك تقارب روسي إيراني في العلاقات ولكن في المقابل نجد تقارب أمريكي تركي وهو تناقض اخر كبير بين الدولتين واخيرا هناك اختلاف في الايدلوجية الدينية حيث أن النظام الايراني نظام اسلامي شيعي بينما النظام التركي اسلامي سني ولكن كل هذة التباينات لم تمنع ايران من تقديم مساعدات لتركيا فنجد أن ايران أرسلت طائرة إلى دمشق محملة ب 45 طن من المساعدات الغذائية والاغاثية وأن هناك عدد من الطائرات الاخري الايرانية ستهبط في مطار حلب وأخري في مطار اللاذقية لتقديم المساعدة للنظام السوري ولكن لم تكن هناك أي إعلان رسمي على تقديم ايران أي مساعدات للنظام التركي أي أن جميع المساعدات الايرانية كانت موجهه الي سوريا .
ثانيا زلزال أرمينيا 1988 :-
من المعروف أن هناك مشكلة سياسية وتاريخية عميقة بين أرمينيا وتركيا بسبب مذابح الأرمن التي ارتكبتها الدولة العثمانية عام 1915 والتي أودت بحياة حوالي 1.5 مليون شخص اي انها كانت بمثابة تصفية عرقية أو إبادة جماعية وتم تهجيرهم بعد ذلك من القسطنطينية ولكن على الرغم من هذا فإن الخلاف إلا أنه لم يقف حائلا ضد مساعدة تركيا لأرمينيا في عام 1988 حيث واجهت أرمينيا زلزال أدى إلى مقتل 25,000 شخص ونحو 130,000 مصاب وكان مقياسه 6.8 على ريختر ونظرا ل فجاعة الكارثة قدمت تركيا يد العون لأرمينيا بمساعدات طبية وفرق بحث وإنقاذ
ثالثا زلزال أزميت 1999
وقع في مدينة أزمير التركية وكانت قوته على مقياس ريختر 7.6 وقتل حوالي 17,000 شخص وتم تقديم مساعدات من كافة الدول ولكن من الغريب أن اليونان أيضا قامت بمساعدة تركيا على الرغم من وجود عدد بينهم على تقسيم الحدود البحرية وعلى جزر بحر إيجة ولكن استطاعت اليونان تجاوز هذه الأزمات السياسية وتقديم المساعدة الإنسانية لتركيا.
رابعا زلزال كشمير 2005
استمرت الهند وباكستان في خلاف لسنوات طويلة على إقليم كشمير شمال الهند وغرب باكستان، أدى التنازع بين الدولتين إلى ثلاث حروب في أعوام 1947 و 1965 و 1999 وتدعي كلتا الدولتين سيادتهم للإقليم نظرا لأن الهند تحكم 43% من مساحة الإقليم بينما باكستان تحكم 37% ولكن على الرغم من كل هذا إلا أن الهند قدمت المساعدات الإنسانية إلى باكستان في الزلزال الذي حدث في شمال باكستان في إقليم آزاد في كشمير عام 2005 والذي وصلت قوته إلى 7.8 درجات على مقياس ريختر وامتد تأثير الي الهند وباكستان وأفغانستان وكانت خسائره البشرية ضخمة أدى إلى مقتل حوالي 73,000 شخص و180,000 جريح
خامسا إعصار كاترينا 2005 :-
أحد أعنف العناء الأعاصير التي واجهتها الولايات المتحدة الأميركية حيث بلغ عدد الضحايا حوالي 1800 قتيل وتم تقدير الخسائر المالية إلى 100 مليار دولار ومر بعدة ولايات أميركية مثل فلوريدا ولويزيانا بلغت سرعته 175 ميل / الساعة ومن غير المتوقع وقتها قيام كوبا بزعامة كاسترو بتقديم المساعدة إلى الولايات المتحدة فعلي الرغم من وجود خلافات كبيرة وعسكرية بين الدولتين في أزمة الصواريخ النووية عام 1962 والتي كادت أن تنهي العالم وقتها بسبب استخدام الاتحاد السوفيتي لدولة كوبا بوضع صواريخ نووية موجهة للولايات المتحدة نظرًا لقربهم الجغرافي من بعضهم ولكن كوبا على الرغم من هذا لم تتردد في تقديم المساعدة للولايات المتحدة حينها
الخلاصة
كما رأينا قد يكون الدعم الذي تقدمة تلك الدول من دول صديقة للدولة المتضررة مثل مساعدات من الدول العربية لسوريا وهذا بالطبع مفهوم وله تفسيرة لانة يعتمد على قاعدة اساسية في العلاقات الدولية وهي التعاون والاعتماد المتبادل نظرًا لوجود علاقات تاريخية بين هذا الدول أو نظرًا لوجود مصالح مشتركة.
ولكن الشئ الذي يصعب تفسيرة هو ان تقدم دول متعارضة في المصالح وبينها اختلافات سياسية وتاريخية نفس المساعدات التي تقدمها الدول الصديقة مثل الذي حدث في زلزال أرمينيا أو إعصار كاترينا او زلزال ازميت وإعصار كاترينا وغيرها من الكوارث.
قد تقوم الدول بالفصل او التمييز بين العلاقات السياسية على المستوى الرسمي والحكومي وبين العلاقات الانسانية التي لا يجب ان تتقيد بهذه الاعتبارات. وقد تنتهز تلك الدول وجود دولة ليست بالصديقة تحتاج للدعم وتقدم لها هذا الدعم كفرصة لتقارب وجهات النظر في بعض الملفات المختلف عليها والحصول على بعض المكتسبات فيما بعد من هذة الدولة بعد الدعم.
قد تقدم الدول بعض الدعم لتحسين صورتها الدولية كدولة محبة للسلام وتقدم الدعم للجميع بغض النظر عن وجود خلافات سياسية. وقد يكون الدعم بمثابة التكفير عن اخطاء تلك الدول ومحاولة لمحو الخلافات او الجرائم التي ارتكبتها من قبل مثل مساعدة تركيا لارمينيا في محاولة لنسيان المذابح التي ارتكبتها الدولة العثمانية ضد الأرمن وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الدولتين.