إعداد: أمنية الإبياري
باحثة متخصصة فى شئون المرأة والطفل
إذا كان هناك سمة يمكنها أن تميز العالم المعاصر في الوقت الراهن سوف تكون بلا شك التكنولوجيا والرقمنة، وفي ظل تسارع الجميع الدخول إلي هذا العالم العميق والعجيب, كان علي رأسهم الجماعات المتطرفة الإرهابية, والتي هدفت إلي استخدام العالم الرقمي لتنفيذ عملياتها الإرهابية, ولم يسلم من تلك العمليات الأطفال ,حيث يتم تجنيد الأطفال واستغلالهم، واللعب بعقولهم كيفما يشاءون، وذلك لجعلهم يرتكبون بعض الجرائم الإرهابية، واقتراف المحرمات ويحاولون استماتة لإبعاد الأطفال عن دينهم وقيم مجتمعهم ومحاولات ضخمة لطمس هويتهم، وذلك من اجل تشكيل ادمغتهم بما يريدون ليصبح الأطفال كالدمي تحركها الجماعات الإرهابية كيفما يريدون .
مؤخراً أصبح يحتل الإرهاب الإلكتروني ضد الأطفال أهمية كبيرة لدي المهتمين بالقانون والتقنية فضلا عن الجهات المعنية بحماية الأطفال ولذلك سوف يتناول المقال بعض النقاط المهمة التي يمكن ان تساعد في فهم المصطلح واسبابه وكيفية التصدي له.
وفي هذا السياق لابد من الرد على تساؤل. ماهو تعريف مصطلح الإرهاب االإلكتروني؟ قبل تعريف مصطلح الإرهاب الإلكتروني سوف نتناول مصطلح الإرهاب في العموم .
الإرهاب:
رغم غياب وجود تعريف متفق عليه للإرهاب على الصعيد الدولي، فقد كانت هناك العديد من المحاولات الإقليمية والدولية لتعريفه. وقد تكللت الجهود العربية المبذولة في مجال مكافحة الإرهاب الدولي من خلال إقرار الإتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، والتي عرفت الإرهاب بأنه: «كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أياً كانت بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم، أو تعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة، أو بأحد الأملاك العامة أو الخاصة، أو احتلالها أو الاستيلاء عليها، أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر.
الإرهاب الإلكتروني:
بداية وكما ذكرنا نشأ الإرهاب الإلكتروني مع بداية الثورة التكنولوجية في فترة الثمانينيات، ويعرف بأنه فعل اجرامي يتعلق بكل ما هو غير اخلاقي وغير قانوني باستخدام وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وله ايضا بعض المسميات الأخرى كالإرهاب السيبراني، والارهاب الرقمي.
ومن هنا يأتي سؤال مهم هل الإرهاب يساوي التطرف وما العلاقه بينهم؟
في الحقيقه لا الإرهاب لا يساوي التطرف هذا مصطلح وهذا مصطلح اخر اليكم الاتي:
تعريف التطرف؟
التطرف هو تبني أو التمسك بأفكار أو أيديولوجيات أو معتقدات متشددة بشكل فيه تعصب. ومن أجل التوضيح، يتم تأسيس بعض الأيديولوجيات أو المبادئ الدينية بالصورة التي تتيح اعتناقها بنهج متشدد أو معتدل. فالتطرف هو تبني النسخة المتشددة من أيديولوجية أو مبدأ ما، والذي عادة ما يكون مرتبط بالدين، إلا أنه في الحقيقة قد يتعلق بأي معتقدات كا الرياضات والتعصب لبعض الفرق أو حتى بعض الفرق الفنيه التي ظهرت مؤخرا والتي يظهر من يشجعوها بشكل من فيه من التطرف كثيرا في سلوكياتهم
بينما تعريف الإرهاب؟
يعد الإرهاب نوع من العنف السياسي حيث يتضمن الاستهداف العمدي للمدنيين ويميز بين الضحايا المباشرين والجمهور الذي يود أن يؤثر عليه. ومن هذا المنطلق، يتضمن الإرهاب ثلاثة عوامل وهما كما يلي: العنف السياسي أو عمل عنيف يهدف إلى توصيل رسالة سياسية ما، والاستهداف العمدي للمدنيين، وطبيعة ثنائية المركز، حيث يهاجم مجموعة ما لإرهاب مجموعة أخرى.
هل هناك علاقة بين المصطلحين؟
أعتقد أنه لا يوجد الكثير من التداخل بين المصطلحين. يتواجد هذا التداخل فقط حينما نحلل أيديولوجية وسيكولوجية أو نفسية الإرهابيين أنفسهم. فحينما نتحدث عن الإرهاب، نحن نتحدث عن الإرهابي ولم قد يقدم على ارتكاب مثل هذه الأعمال الإرهابية. كان الإرهاب قديماً مرتبطاً بالتطرف لأنه كان يتضمن الاستهداف المباشر للمدنيين. قد يرى الأفراد أن الإرهاب هو السبيل الوحيد لإحداث تغيير، وبالتالي يتقبلون قتل المدنيين. وقد يعود ذلك لاعتناقهم أفكار متشددة عن حق تقرير المصير، أو الدين، أو غير ذلك، ولكن قد لا يكون كذلك.
اما بالنسبه فيما يتعلق بخصائص الإرهاب الإلكتروني ضد الأطفال: فهناك العديد من الخصائص التي تميز الإرهاب الإلكتروني، وتجعله وجهة مهمه للمتطرفين سواء كانوا أفراد او جماعات او منظمات.
– سهولة الوصول للأطفال من خلال الكثير من الوسائل المتوفره كا ألعاب الفيديو الجماعية وبعض انواع الدردشات عبر المنصات الرقمية.
– ثمة ما يميزه هو سهولة ارتكابه. فالمرهب لا يحتاج الكثير من الأدوات لينفذ عمليته الإرهابية. كما انه يمكن ان يقوم بها بمفرده بدون مساعدين في أي وقت يشاء ومن أي مكان فقط يمكن ذلك من خلال مجرد رسالة إلكترونية.
– يتصف الإرهاب الإلكتروني بكونه عابر للحدود والدول والقارات فنجد صعوبة في الوصول لمرتكب الجريمة.
– قيام الآلة بتنفيذ العمليه الإرهابية فكل عمليه إرهابية تميزها طبيعة الآلة التي قامت بتنفيذها.
– المرهب في كثير من الأحيان يكون متخصص في التقنيات الرقمية أو علي الأقل لديه الخبرة التقنية التي تمكنه من اجراء وتنفيذ عملياته الإرهابية.
– الإرهاب الإلكتروني لا يتطلب العنف والقوة، فقط وجود جهاز متصل بالانترنت ومعرفه تقنيه باستخدامه.
تكمن أهم أسباب الإرهاب الإلكتروني في سهولته ولكن هناك بعض الاسباب المهمة الأخرى:
أسباب نفسية وشخصية: تكمن داخل نفسية المرهب حيث ترتبط نفسية وشخصية المرهب ارتباطا وثيقا بتوجهاته السياسية ضد الدوله مثل المبادئ التي يتبناها أو المعتقدات الشخصيه وبعض الابديلوجيات حينما يجد من يشجعه ينضم إليهم وبقوة من خلال وسائل الاتصالات المختلفه.
اسباب اقتصادية: تتميز شبكة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات بأنها قليلة التكلفه فلا تستغرق الكثير من الجهد ولا المال مما يجعلها فرصه سحرية للارهابين لممارسه عملياتهم غير المشروعة
اسباب سياسية: يعتبر الكبت السياسي سبب اساسي في ظهور الارهاب على الساحة الإلكترونية حيث يجد فيه الحرية والدافع القوي للتخلص من تهميش دوره كمواطن، وعلاوة على ذلك تهدف الهجمات الارهابيه الي تحقيق بعض الاهداف الدنيئه مثل:
-فرض بعض الافكار بالقوة.
– زعزعة الاستقرار في الدولة.
–الحصول علي بعض المعلومات السرية.
– احداث فتنة بين أفراد المجتمع وذلك نراه ببكثرة من خلال اللجان الإلكترونية علي مواقع التواصل الاجتماعي.
ننتقل إلى نقطة مهمة جداً وهي ما مخاطر الإرهاب الإلكتروني:
يكمن خطر الارهاب الالكتروني في التطور الهائل الذي يحدث كل يوم في التكنولوجيا. الخوف يتمثل في تيسير الانشطه التخريبية التي يقومون بها. حيث يستطيع المرهب الآن بضغطة زرار التحكم في صاروخ او تفجير مكان عن بعد دون الحاجة لتواجده في المكان. والجدير بالذكر ان اهم خطر يجب الانتباه اليه هو امكانية تطور الارهاب ليصبح” ارهاب نووي” لذلك يجب تضافر جميع الجهود المحلية والدوليه لمناقشة تلك المخاطر المستقبلية.
ما العلاقه بين الإرهاب والأطفال: كما تناولنا الإرهاب الإلكتروني يعتبر من تهديدات الامن السياسي والاجتماعي، ويؤثر على جميع فئات المجتمع. وتعتبر اهم الفئات التي يتم استقطابها هي فئة الأطفال. حيث يحدث ذلك من خلال نشر الجماعات الإرهابية افكارهم، ومحاولة حث الاطفال على التوافق معها وتقبلها، ثم اجتذابهم للدخول الي جماعاتهم وتدريبهم واستخدامهم في تنفيذ بعض العمليات غير المشروعة ويتم ذلك من خلال بعض الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو او بعض برامج الكرتون.
– كيفية حماية الأطفال من الإرهاب الإلكتروني:
يتمثل ذلك في اهمية دور توعية الأطفال بالمواطنة الرقمية وكيف يكون الطفل آمن على الإنترنت من خلال تطبيق قواعد الأمن والسلامة أثناء استخدام الإنترنت. إلى جانب الدور المجتمعي من الجهات المعنيه بحماية الاطفال وتحركها لتثقيف الاطفال والقائمين على رعايتهم بأهمية السلامة الإلكترونية
في النهاية يجب التصدي لخطورة الإرهاب الإلكتروني والتوعية بوجوده. كما يجب التأكيد على أن الارهاب جريمة يمكنها أن تفتك بالأمم والشعوب ووجود عوامل مساعده كالتقنيات الرقمية الحديثه هي امر أخطر وواجب البحث فيه ووضع خطط وتطبيقها علي أرض الواقع لحماية مجتمعنا وأطفالنا.